حياتنا لم تتحول إلى كتب مقروءة/ بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية فابيولا بدوي

حينما نتحدث عن ثقافة التشدد المتنامية الآن في العالم، غالباً ما تنصب كتاباتنا على المتشددين، من دون أي عمق في تحليل الأسباب التي تختلف من بلد لآخر، والمتماهية في تهيئة المناخ لتقبل هذه الأفكار، بعدما كانت مرفوضة وتعد خطيرة ومهددة للسلم الاجتماعي، ويتحاشاها العقلاء كافة.

قالها غاندي «نحن لسنا بحاجة لجذب الأتباع عن طريق الكلام أو الكتاب، يمكننا أن نفعل ذلك فقط من خلال حياتنا، فلنجعل حياتنا كتباً مفتوحة يدرس فيها الجميع». من البديهي أن لا علاقة بين غاندي الشخصية شديدة التسامح والتواضع والسلمية وبين ما نتحدث عنه، ولكن الفكرة واحدة، فحياتنا بكل ما تحمله من تفاصيل وتغيرات في شكل العلاقات الإنسانية باتت أشبه بالأرض الممهدة بما يكفي لأن يبذر المتشدد فيها بذوره كي تنمو سريعاً. ولو قلنا غير ذلك فكأننا نرسم لأصحاب الفكر المنغلق صورة أسطورية هم أبعد ما يكون عنها، فالفكر المنغلق بضاعة رديئة لا تلقى رواجاً إلا في الأسواق التي تستقبلها فقط.
بالطبع لدينا قصور معرفي، فأعيننا معلقة بالتعرف إلى الأساليب العنكبوتية التي تجتذب الشباب، مع غياب الأسباب الكامنة خلف تقبل الشباب على اختلافهم لها. ربما لم يجدوا حياتنا كتباً مفتوحة مقنعة بما هو مسطر فيها، أو أننا قد أخفقنا في جعلها ثقافة راسخة مقروءة من الأساس، أو أن هناك أسباباً أكثر عمقاً علينا البدء في معرفتها.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!