“دعنا نتنفس نصا أدبيا”/بقلم:ماهر باكير دلاش

لطالما أراد أن يختفي، أن يكون شفافًا، ما وراء الأحلام.

إلى أيّ حد من اللَّهفةِ تركُضُ خلفَ صمتكَ يا هذا، ولا تجني منه سوى الانتظار؟

أن تحظى بشخص تواجه به عالما بأكمله وتضعهُ في عين الحزن وينتصر، أمر يوازي سوء العالم.

أريدُ أن أفتح نافذةً في كل جدار.. أريدُ أن أضع جدارًا في وجهِ من يغلقون النوافذ؟!!

ما المنطق في أن أركض وراء الذاكرة، وهي شاردة تسعى إلى الهروب من نفسها، شعثاء، مُعَفّرة، مُروَّعة، مسكونة بِهول ما رأت؟ ركضهم طلبًا لحياة أكثر ثراء ونحن نتمنى حياة أكثر بساطة؟!

نلجأ للكتابة، أليست الكتابة بوح صامت، وجع لا صوت له، لكننا ننفضح دومًا به.. طالما هي كذلك إذن ” دعنا نتنفس نصا أدبيا ”

تقول الأديبة فاطمة النعيمي في مقال لها : “قد يكون ما نكتبه حقيقة عشناها في أحلامنا قبل أوانها، ويحدث أن تكون أحلامنا مثالية بدرجة كبيرة نعبر عنها بكلمات نصوص محشوة بكثير من المشاعر، وقد

تطول رحلة البحث عن ذلك الطيف الذي كان يزور أحلامنا ويرحل دون أن نكون له صورة واضحة.. ترى هل سنكتفي بابتسامة رضا أن من نبحث عنه موجود في عالمنا”.

أَحياَنا ونحن نكتب، ونحن في قَمةَ الأَلم نُمَارس بَعضَ الامُور ” الجَنونَيِة “.. لَيسَ للَفت الانتباه ولَكن لنَشعر بأَنناَ فَي قمَة السَعادَة ” الَوهمية “!!

من نحن؟

ألسنا نحن أرواحُنا، أما أجسامنا فهي النافذة التي نطل من خلالها على العالم المادي…؟

والحقيقة، أن الأرض تحبنا لأنها أمنا خرجنا منها، تريدنا دائمًا بالقرب منها، تصر على ذلك القرب حتى أنها تجتذبنا دائماً، يستمر ذلك الاجتذاب حتى تحتضننا في النهاية في باطنها!

الخيال والحقيقة موجودان، الفرق بينهما في البعد عنا.. كما أن الإرادة والفعل كالدعاء والحدث، كلاهما طلب من الله واستجابة منه.. ولكن أين نحن منهما؟ نحن نعلم القليل ونعرف الأقل ولا نفهم شيئا! أليس المقصود بالفهم هو الكيفية الحقيقة؟

حياة بعض الناس مجموعة من التفاصيل الصغيرة والمهملة: كلمه طيبة، رفة عين، انتظار بلهفة.. لمسة

حنين، يجمعون هذه التفاصيل في مكان عميق من أرواحهم وذاكرتهم، يكدسونه تفصيل فوق تفصيل، يحتفظون بالجميل والإنساني ويرمون بكل ماعدا ذلك إلى سلة مهملاتهم.. لا يفكرون بالإساءة، وقادرون على غفران الخطأ، لا يرون في الكائن البشري الا مجموعة أخرى من التفاصيل الصغيرة ، وأن كل شيء له وقت محدد للابتداء، وللانتهاء … لا تستمر الأمور دوماً كما بدأت … ولا تنتهي غالباً كما … نحلم………هكذا أنا، فكيف أنتم؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!