وداعاً أحمد القزلي يا حبيب المهمّشين

كامل النصيرات
شددتَ الرحالَ إذنْ..نططتَ..وأتقنتَ النطّة على غفلةٍ منّا جميعاً..! لاعبتَ الحياة بموتك لتغرسَ وردَك على قفانا وترحل..! وأنت لم ترحل إلا لكي تصفعَ فينا الثقافة كلّها وتعطي للأديب الذي يسمو حقّ البصاق على كلّ شيء؛ لأن كلّ شيء أنكره و حشره في (خانة اليك)..كنّا (يكّك) يا أحمد يا قزلي ولم نسمح لك بالخروج إلاّ حين قفزتَ وهربتَ منّا إلى الله..!
كتبتك قصّتك الأخيرة؟ أعجبك النصّ؟ كنتَ تطمح لأن تكون كاتباً ساخراً ؟ ها انتَ مارستَ السخريةَ بالموت..! ها انتَ ضحكتَ قبل أن تضع النقطة أو علامة السؤال أو علامة التعجّب في الجملة الأخيرة..! ها أنت لم تمدّ يدك لننتشلك ؛ بل مددتَ قدمك في وجوهنا وضحكتَ ضحكتك الأخيرة على جبل من حقيقة فتصدّع كي لا يردّك خائباً وأنتَ تتورّم منك القدمان و تنشف فيك الشفتان و تتصارعُ لُقيا الله العينان..!
يا أحمد يا قزلي ..يا من طهّرتَ وجودك في الحياة ..ونظّفتَ المشهد ..وجهّزتَ (الزرقاء) لكي تكون (يمامتك) فأبصرتَ ما لم نبصر..ولم نكافئك بفقء عينيك فقط ؛ بل تركناك وحيداً وأنت بيننا تحاول جمعنا فيك وما اجتمعنا..!
ملعون أبو المصاري يا أحمد يا قزلي..ملعونة هي الدنيا التي تسلبك وجودك بسبب حفنة من وسخ يدين..ملعون أبو الابداع الذي ليس له مخالب..ملعون أبو الفكرة التي لا تحمي صاحبها..ملعون أبو الثقافة التي لم تتعلم بعد كيف تثقّف نفسها و تتقشّر كالموز والتفاح للمبدع و تقدّم نفسها طريقاً لمشروعه الثقافي..!
وداعاً يا أحمد يا قزلي..وداعاً يا حبيب المهمّشين..يا من زلزلتَ قلوباً و قَنْبَلْتَ نبضَ الحياة.. وداعاً صديقي..!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!