لسعة استفاقة/ بقلم: د.سميرة بيطام

أول كلمة تردد ،ثاني اشتياق تمدد..رابع احتياج تصدع، فالأمر الثالث مُختزل في جعبة الأحزان منتظر ، جميع من فاحت له رائحة العطر المزكى يكون قد عرف قدر نفسه بين جموع الناس ، وجميع من لاذوا بالفرار من أمر محتم ومٌقدر شارعوا للاستفاقة منه على اثر لسعة خاطفة ،كان فيها القرار متهورا وساذجا وفي نفس الوقت مدمرا..

قد نحتاج في تصفية الحسابات الى استفاقة ربما بالرحيل أو دعني أقولها لك صراحة بالدنو المخزي و المضحك في آن لمسح الحذاء من غبار السفاهة..هي هكذا سراويل الخزي والعار تُخاط عند خياط  مبتدىء، ربما لم يعرف بعد فنون الخياطة الجيدة ..

أكون سعيدة في بعض الأوقات حين أقرأ أحرف التخبط لدى العابثين بجمال الطبيعة والقرار والمصير وأكون هادئة مولعة فائقة الحس المرهف حين يستفيق البعض على ندم الخوف وليس ندم الاتعاظ ، ومن هنا يبدأ حصاد الأرواح الخبيثة والأفكار السامة والأنفاس المغرورة ..فحين كان الكبار يتكلمون بالأمس عن مسار الحذر وكيف يجب توخيه عند مخاطبة شهداء الحق والموقف لم يكن الساكنون في قصور الترف والبذخ والفساد قد فهموا الرسالة جيدا ،لأنهم لو كانوا فهموها لوضعوا نهاية لشرود وقاحتهم من البداية …

يسن قُصار النظر والحكمة بعض قوانين التعاملات أن لا تحك سرك ولا تتفوق بطموح زائد وينكمش ليبوح بسره ليدمرك في تعاقده مع الشيطان وكأنه يناورك بحكمة المجربين ومن كان لهم حظ في تسلق النجاح عبثا..لكنهم نسوا أن البوح بالأسرار لمن لا يستحق هو مصيدة و فخ غائر التشبك ..يعني اللعب بالأوراق المختلطة هو في حد ذاته قمة النجاح..

عليك أن تدرس في مدرسة الخداع المشروع لتفهم كيف تحمي نفسك حين يخاطبك الكبار ، كما عليك أن تستفيق بلسعة صبرهم قبل أن تموت بوخزة نصرهم..

ان العزف على الأوتار الموجوعة سم مؤقت لمن سولت له نفسه اغتيال الكبار  في حضرة الملائكة ، والضرب على الدف لسرقة المناصب والأموال والحظوظ هو في مصيدة أخرى لمن أراد أن يتفوق عمدا وبالقوة ولكن دون وجه حق..هؤلاء الأشخاص هو صغار في عقولهم وقراراتهم ويحتاجون الى ترويض مستمر، لأن الحاجة منهم لرضاع النجاح كانت خاطئة من البداية ،فالسرقة كانت حاضرة والاغتيال كان مبرمجا لكن الحفظة الكرام البررة يحيدون صاحب النصر المؤجل لحين عن الخطر المحدق والقادم فيحضرون له الخلاص بلسعة وعي مفاجئة تكفي لأن يتنحى جانبا عن الموت الى حين ……

لتبقى بعض المقولات كأن لا تخبر سرك لأحد مقولة خاطئة ،لأن البوح بالسر لمن لا يستحق قنبلة موقوتة ستنفجر في الوقت المناسب على من استمع السر ولم يستأمنه ،لأن صاحب السر لن يموت حين يموت السر مادام في البوح سنارة صياد يسمى تداول الأيام على من خان وغدر بفضح السر سرا أو علانية .. 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!