هَا قَدْ شارف على الإنتهاء آخِرِ شَهْرِ فِي السَّنَةِ الشَّهْرِ الَّذِي نَكُونَ فِيهِ قَدْ بَدَّلْنَا أَمْتَعْتَنَا للاستعداد لِلَيَالِيه الْبَارِدَة الدافئة بِمَن حَوْلَنَا ، فِي هَذَا الشَّهْرِ نَكُون قَد حَمَلْنَا مَعَنَا ذِكْرَيَات لَيَالِي صَيْفِيَّةٌ خَرِيفِيَّةٌ وَرَبِيعِيَّةٌ ، نَكُون قَد غربلنا علاقتنا مَعَ الْكَثِيرِ مِنْ النَّاسِ تألمنا تَعَلَّمْنَا فَرُحْنَا وأنجزنا ، أَنَّه الشَّهْرِ الَّذِي يُخْبِرُنَا أَنَّ لِكُلِّ نِهَايَةٌ بِدَايَة وَلِكُلّ ألمٍ شَوْقٌ لِانْتِظَار الْأَيَّام المزهرة أَنَّهُ يَأْتِي كخلاصة لِكُلّ شُهُور الَّتِي قَدْ مَضَتْ بحلوها وَمُرْهَا بِقُوَّتِهَا وَضَعَّفَهَا ، إنَّهُ شَهْرٌ تَهْدِئَة الْأَعْصَاب المعمق بِرَائِحَة الْمَطَر الْمَلِيء بضحكات العَائِلَة الْمُلْتَفَّة حَوْل المدفأء الْغَنِيّ بِأَكْوَاب الساخنة ، أَنَّه الشَّهْرِ الَّذِي نَبْدَأ فِيهِ اِسْتِقْبَال الْعَامّ الْجَدِيد نربط أحزمتنا لِنَيْل تَجْرِبَة أُخْرَى فِي عَامٍ آخَرَ
اِقْتَرَب الْعَامِّ عَلَى الانتهاء نَرَى أَنْفُسَنَا كُلَّ عَامٍ ونحصي مَا قَدْ تَغَيَّرَ فِينَا وَمَا بَقِيَ مَا لَمْ نُحَقِّقُه فِي كُلِّ عَامٍ تَرْتَسِم دَائِرَتَان تتسع دائرة الْأَمَانِيّ والطموح وَتَضَيَّق دَائِرَة العَلاَقَات
وَنَحْن يَا اللَّهُ أمانينا مُعَلَّقَةً عَلَى بَابِك نَرْجُو مِنْك تَحْقِيقِهَا نرتجي رَحْمَتِك يَا اللَّهُ بِأَنَّ تَلَطَّف بِنَا
نَحْنُ فِي انْتِظَارِ لَيَالِي دِيسَمْبِر الَّذِي فِيهِ نراقب سُقُوط حَبَّات الْمَطَرَ مِنْ النَّافِذَةِ لنرسم عَلَيْهَا فَوْر تشكلها عَلَى النافذة شَهْر تَرْتِيب أَحْلَامَنَا
هلا اللحام