حقاً قام/بقلم: مها قربي ( سوريا)

في احتفال ليلي لأحلام مؤجلة

وعند شرفةمن سماء تطل من بين جدائل غيمة .

رحت أرقب كشاهد عيان ،

تسلل الضوء خفية والمارقون يعبرون المساحة المقطعة

بحواجز أمنية.

يمارسون الرقص من مجون .

………….

مرت نسمة على وجه الماء مسرعة…

صفعت جبهتي فانتشيت ..وفي لحظة من نور مباغت …

وجدتني أمد يدي نحوك

أتلقف بياض روحك

أعيد تشكيل الحكايا

……….

العابرون حدود قلبك ….لم يروك

حين مروا ..كنت ترتدي لباس الرهبان ،

قابعاً في صمتك الموحي بهالةٍ من قداسة .

لم يعرفوك …لم يقبلوا نحوك

رحت تفرك يديك

تعتصر روحك

تجدّف بعيداً

تلتهم المرارة والألم

وأنت ترقب كل الخراب

وحدها الرغبة المحشوة بالرصاص

تنطلق كشهقة ..

لتجتاز كل المدارات

وتصيب مرآتك فتتناثر شظايا

……….

في قيامتك

تبدى العالم نجمة ترحل عند الفجر تؤذن بالأفول

كومضة برق في سحابة صيف

وعلى مسافة فرسخٍ وآلاف السنين

تتلاطم الأجساد.

النور يقتحم الأماكن السرية

فينمو السر في الشجر

وفي شبه ذهول

أسمعك تردد:إذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها ،إذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها .

وأصغي لضجيج شعارات:عن الحرية والأمن والسلام

عن قادة لا يتكلمون إلا قليلاً

ويفعلون ويفعلون

يخرجون من عالم شبحي من خيال وحلم ..

………

تنضج الأسئلة في رأسي

في التلافيف الصغيرة

ويعلوالصخب …

هل يمكن للماء أن يشرب نفسه ؟؟؟

هل يمكن للأشجار أن تتذوق الثمار التي تحملها ؟؟؟

…….

الوقت يختزل عقارب الساعة

مابين منتصف الليل وبدء الصباح

ما بين العتمة والنهار

مررت وحيداً بلا حراس

كنت تلاحق الفراشات وهن يحتمين بلهب النور.

استوقفني السؤال

هل حقاً قام ؟؟؟؟

…………………

هل يمكن لاحتراق أن يكشف حقيقة الجمر المتقد بين ركام

صور ممزقة.؟؟؟؟؟

وهل لازلنا نملك ذاك النزوع الطاغي للبقاء على قيد الحياة.؟؟؟؟

رغم كل الواقفين على العتبات

ينتظرون تصريحاً بالخروج

بحثاً عن أمكنة ضالعةٍ بروائح ذكية

رغم كل الصامتين في صخب الخراب

وهم يتعثرون بانهمار مسرفٍ لتاريخ مشرّف

رغم كل الحالمين في أسرَّتهم يتخبطون بشراشف الماضي

هرباً من اللحظات الغارقة بالفوضى …

رغم كل المنتشين من كؤوس الأحلام الفارغة من يقين

وهم يحضرون احتفالاً لدفن الذاكرة .

رغم كل العشاق الذين لازالوا قيد مجهول

يرقبون كروم العنب ويرددون

إن العنب لحامض !!

رغم كل النوارس الراحلة نحو شواطىء بلا قراصنة وأحياناً بلا مراكب

………………..

وحدك جئت ….تقامر بالمتاح

تخلع صليب الألم

وتصيح :حقاً قام

أيُّ طريق للعبوراخترتها لتقاوم

أنت المترع بالقصائد والهموم

تسأل عن ارتداد الضوء عند انكساره

عيناك تذرفان الدهشة

وتقطف النور من زوايا العتم

لست نبياً في زمن الأشقياء

ولست البتول

لكنها الروح في قبضة العزلة

توغل في ثراء الوجع

لتتوحد الأحلام والآلام

فتصبح سجين اختلافك

وتصير الزنزانة بحجم كلمة

والتهمة هرطقة في زمن الحقائق

وأقسى التهم …أن تكون إنساناً طيباً …

يحلم بالحب والسلام

في زمن كل مافيه تلوث

الماء والهواء والأرواح ولازال يسأل.

فهل حقاً قام ؟؟؟؟

………………..

أمد يدي إليك

أمسك بها تشبث بيقينك

وانتشلني

احمل بنفسجك وغادر انطلق

اعبر ضباب الوحشة إلى النور

والكل معك سيعبرون

وفي غمرة الماء المقدس

تذكر

أن الماء لايلامس زهرة اللوتس الجميلة

وأن لليل ضفاف أخرى

وان العطر يكمن في التويج

أحتاجك اليوم أكثر كن رفيقي

وحادي العيس للدرب الطويلة

أحتاجك معي لنطرد غربان الطريق

فلازال في الوقت متسع لأعياد جديدة .انه قام حقاً  ….فتعال معي نعلن قيامتنا الجديدة

.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!