خُفَّي حُنَين/ بقلم : فتحي احمدعبدالرحمن (عدن )

شيخٌ حكيمٌ محترم

إستحوذتهُ فكرةٌ

طفرت

على قنواتِ إلهامِ الخواطرِ

في قريحَتِهِ

تجهّمَ ، وابتسم !!

وأحسَّ أنفاساً

لوحيٍ شاردٍ

طالت بِطالتُهُ

وأعياهُ التشبّثُ بالقيَم

عبثاً يفتشُ

عن زوايا الإنفراجِ

يشنُّ منها صِدقَهُ

على طواحينِ الهواءِ

السائراتِ بلا قدَم

فأعانهُ الشيخُ الحكيمُ بومضةٍ

صَبَّت على إحباطهِ

شِرباً ومغتسلاً

من الضوءِ الزّلالِ

وضمّهُ رفقاً اليهِ

مثل حرفٍ نامَ في حضن القلم ،

نامَ .. ملتحفاً

تضاريسَ الكتابةِ

بعدما سُلِخت من التاريخِ

يوم تخلّعت اوتادها

وأطفأ السلطانُ

نورَ حروفِها

والعثُّ أثخنَ في ملابسها

فباتت تحتَ خطِّ العُري

جاريةً على بابِ الإمارةِ

تنحني

تتوسلُ السّترَ

بإرضاءِ الخليفةِ والحَشَم !! …

وفي الصباحِ

أعدّ قهوتَه الحكيمُ

وذاقَ منها

رشفةً أو رشفتين ،

بدأ الكتابةَ يقتفي أثراً

لقافلةٍ تُقادُ بحاديينِ

فأثار في صدرِ المسافرِ
حالتين !!

قال: إن ” الحربَ خُدعه ”

ولقد بُليتُ بخُدعتين

إذ فُخِّخت أحشاؤها
بِخيانتين

فَلِي عدوٌّ من أمامي

واضحٌ عيناً بعين

ولي صديقٌ إفتراضِيٌ ورائي

نَهِمٌ حُرّ اليدين

يشتهيني مغنماً

قَبضاً ، ودَين !

فوجدتُني
قد صِرتُ بينهما

” رهينَ المحبسين” !!!

فعلِمتُ أن الحربَ

تمكُرُ بي أنا

وتشدّ أزرَ الثعلبين

وأنها ليست خيارُ الحقِ

بل هي .. بينَ بين

فكيف لا ؟؟

والنصرَ أُحرزُهُ جِهاراً في النهارِ

وحينما يأتي المساءُ

فلا أراني راجعاً

إلَّا بخُفّي حُنين !!!

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!