درس مهم جدا كيف نتذوق حلاوة الطريقة/بقلم:مخلف العلي القادري

آفاق حرة 
احبابي الكرام كثير منا سلك الطريقة وسلك على يد مرشد وربما يسير بدون مرشد ولكن لا نجد تلك الحلاوة التي نقراها في الكتب
ونسمع عنها من مشايخنا
ما هو السبب؟ وماهي الكيفية لنكون مثلهم
اننا لم نعطي الطريقة حقها، وقد قال سادتنا القوم ((( ان لم تعط الطريقة حقها لن تعطيك جزء منها))) وهذه قاعدة يجب ان نحفظها ونعمل بها،
فما معنى هذه القاعدة؟ ومعنى ها ان تعطي الطريقة كلك وان تكون هي اهم شيئ في حياتك ومقدمة على كل شيء ،
اذا نستخلص من هذه القاعدة عدة امور وهي
اولا: ان تكون هي الاهم بحياتك
ثانيا : ان تعطيها اكبر قيمة من وقتك
ثالثا: من اراد الجائزة لابد من الخوض في السباق
رابعا: لايوجد ثمرة بدون عمل
والان نتكلم عن الامر الاول وهو اعطاء الطريقة الاهمية القصوى في حياتنا
احبابي الطريقة هي السلوك الى الله والله خالقنا وبارئنا وماخلقنا بهذه الدنيا الا لنكون عبادا وخلفائه في الارض
اذا غاية خلقنا في هذه الدنيا هو ان نكون عبادا لله تعالى وخلفاءه في الارض
اذا لما نقول ان الطريقة اهم شيء في الحياة لانها غاية الله من خلقنا
الامر الثاني ان نعطيها اكبر قدر من وقتنا ، وهذه هي مشكلتنا الكبيرة
هنا مربط الفرس ايها الاخوة الكرام
والله لاندري هل نضحك ام نبكي لما نسمعهم يقولون ساعة لك وساعة لربك
الان تعالوا نتفكر قليلا ، بالله عليكم كم ساعة لربك من يومك 24 ساعة من اليوم كم نصيب الله تعالى منها
طبعا هنا الجواب يكون جاهزا، يا شيخي العمل عبادة، نعم العمل عبادة، ولكن هل قضاء ساعات من الكلام والدردشة والسهر واللعب عبادة، هل قضاء ساعات كثيرة من النوم عبادة
يا اخي لو وافقنا كلمتهم ساعة لك وساعة لربك، يعني لربنا 12 ساعة، ياه هذه تصنع منك قطبا والله
احبابي الكرام اذا هذا هو المرض الحقيقي الذي اصاب المريد
وما اجمل قول سيدي احمد الرفاعي
يأكلون بالارطال ويشربون بالاسطال وينامون الليل مهما طال ويطلبون مقامات الرجال فوالله ان هذا محال
الله الله الله الله
تفكروا من ينطبق عليه هذا ، انا اول واحد ينطبق عليه هذا القول
عافانا الله واايكم
اذا احبابي
الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله هي الجنة، وثمنها غالي، فهل هناك اغلى منها احبابي
اجيبوني هل هناك اغلى من هذه السلعة، بل هناك اغلى من الجنة ايها الاخوة، النظر الى وجه الله الكريم يوم القيامة
وصحبة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة هذه هي يا احبابي الجنة لكل المسلمين
هذا هو الامر وهذا هو مراد الطريقة التي نسلكها
آه ما أجمل قول القائل
نسيم الوصل هب على النداما فاسكرهم وماشربوا مداما
ما مقصودهم جنات عدن ولا الحور الحسان ولا الخياما
سوى نظر الجليل وذا مناهم وهذا مقصد القوم الكراما
ياسلام ما اجمل هذا الكلام
الجنة ان شاء الله كلنا ندخلها بشفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلمم
وساضرب لكم امثلة على هذا يا اخوتي
سيدنا ثوبان كان جالس مع امه فقالت له ياثوبان منذ متى لم تر حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم فقال 3 ايام فقال عجبا لاحدكم كيف يصبر عن حبيبه 3 ايام، فتاثر ثوبان بالحديث فذهب ودخل على حبيبه المحبوب – اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم-
فدخل ثوبات وقد تغير لونه فنظر اليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال له ماغير لونك ياثوبان
قال يارسول الله مابي من وجع ولا علة غير اني احبك
الله الله الله ، اه من المحبين واحوالهم، غير لونه وشحب وجهه الهوى، وياعظيم من يهوى
فقال يارسول الله مابي وجع ولا علة غير اني احبك فاذا خرجت من عندك اشتقت اليك
ثم اني تفكرت في الاخرة فانت ستكون في مقام عند ربك وانا ان كنت بالجنة ربما لا اراك فيها وان كانت الاخرى فالامر اشد
وفي رواية انه قال يارسول الله ان لم اراك في الجنة فلا اريدها
وهل تحلو جنة بدون محمد
قالوا في الامثال الجنة بدون ناس لا تنداس
فكيف بجنة بدون محمد، انه محمد، انه احمد انه المحبوب
صلوا على النبي
بح بالغرام ما عليك من جناح في حب من تسعى له الأرواح
بحر العلوم تلاطمت أمواجه والنور حول مقامه وضَّــاح
من ذا يلمني في الأنين والبكا والنوق حول مقـامه ترتـاح
وتمد من طول الجفا أعنـاقها شوقاً إليه ودمعهــا سيـاح
لما أتت وادي العقيق تباشرت وبــدا لها بعد الظلام صباح
قلبي تولـع بالحجـاز وأهله يا حسـرتي بعد التولع راحوا
قوم إذا سمعــوا بذكر محمد شقوا الثياب من الغرام وساحوا
صلى عليك الله يا علم الهدى ما جـاء من بعد الظلام صباح
فنزل قول الله تعالى ومن يطع الله ورسوله فاؤلئك مع الذين انعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا اللهم اجعلنا منهم – اللهم آمين
والسؤال الان هو
هل هذا الامر العظيم يستحق ان نفني ارواحنا واجسادنا في سبيله ام لا ؟
خليلي إن الحب من أعظم البلوى فلا عذّب الله المحب الذي يهوى
إليكم تذل النفس وهـي عـزيزة وليست تذل النفس إلا لمن تهوى
إني وإن أتيــت ذنبـاً فجئتكـم راجـياً متشفعـاً ارتجي العفوى
فقولو عفا الرحمن عمـا قد مضى وخلوا بساط الهجر من بيننا يطوى
فانزل علينا صبراً يا من بصبـره أنزل على قوم موسى المن والسلوى
احبو الطريق واسلكوا فيها تصلون لمبتغاكم
فاذا اردت اللحوق بهؤلاء القوم فلا بد ان تدفعوا ثمنها، فليس مهر الاميرة كمهر الخادمة
الخادمة تسعى وراء اي شخص فقط تريد التلعق به، بينما الاميرة الكل يسعى اليها بل ويتمنى لحظ طرفها
ان لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا واجتنبوا الفتنا
فمن اراد اللحاق بهم فلا بد من دفع الثمن، فما هو الثمن وما السبيل؟
ان تبيع نفسك لله تعالى، هذا هو الثمن احبابين وقتك وليلك ونهارك لله ، عندها تنال مااردت من الوصال
الزم الباب ان عشقت الجمالا واهجر النوم ان اردت الوصالا
واجعل الروح منك اول نقد لحبيب انواره تتلالا
الم يقولوا هذا فكيف تريدون القرب دون ثمن
الفراشة لا تقترب من النور الا وتحترق، انظر الى الفراشة تتحمل الحرارة من اجل القرب من النور
ياويحنا انعجز ان نكون كالفراشة هل هي تفهم اكثر منا
كذلك من اراد الاقتراب من النور الاسنى فلابد ان يحرق نفسه وجسمه وروحه بعبادة الله وبالم النوى
هذا هو الامر احبابي الكرام

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!