زحف اليباب../ بقلم / حنين شوقي /

زَحفٌ اليَباب

هَزيمٌ فِي الأٌفقِ
يُلَوِّحُ بِالفَنَاء
يُحَاصِرٌ المَدَى
وَ يَتَّقِي بالغَيمِ
تَعَاويذَ المَساء
بَرقٌ فِي الأعَالي
يُجَلِّي أشْباحاً فِي
الهَواء
وَقَفْنَا على تَلَّة أحلامِنَا
نُرَاقِبُ ارتِجاج الأُفق
وَ فوْضَى الضِّيَاء
أمسكتُ بِتَلابيبِ أبي
أَرْنُو إلى السَّماء
فَضَمَّنِي إليهِ وَ قال :
لاَتَخافِي بٌنَيَّتِي
سَيَعْصِمُنَا الرَّجاء
قَدْ أقسَمَ جَدُّكِ
وهوَ يُداعبُ أَورَادَ
الأصِيل
بأنَّ سُفُوحَ قُرآنَا
لاتقْبلُ الدَّخِيل
تَعَالَى هُناكَ فِي المَدَى
صُراخُ فُرسانٍ
وَ صَهِيل
وَاحْمَرَّ وَجْه الأُفْق
بِظِلِّ نِيرانٍ
وَ عَوِيل
رَجَعتُ خُطوَتَينِ
إلى الوَرَاء
وَ أمسكتُ بِتلابيبِ أبِي
منْ جَدِيد
فَهَالنِي شُحوبٌ
عَلاَه
وَ شَعَرتُ بِارتِجَافِ
أصابِعِهِ ,
فَأدْرَكتُ أنَّ أمراً
دَهَاه
أَصْدِقنِي القولَ أبِي
فَردَّ و قدْ اغْرَوْرَقتْ
عَيْنَاه
الحقُّ بُنَيَّتي أنَّ
ذَا الأمرِ عَجِيب
انظُرِي إلى القِمَمِ
هُنَاكَ كيفَ اكْتَحلَتْ
بِدُخَّانٍ رَهِيب
و مَا هذهِ السُّفوحُ
التي اتَّشَحَتْ
بأنِينٍ وَ نَحِيب
أَ غَرَّ اللَّيلَ اسوِدادُها ؟
أم بجًّحَهَا زَحفُ الغَريب .

حنين شوقي

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!