لاترحلي الآن / بقلم : فاطمة قنديل

 

 

لاترحلي الآن

بإمكانك أن تتشبثي بالحياة عاما آخر أو عامين

حين نخطو- نحن محبيك- خطوة أوسع في طريق الموت

وماذا يعني عام أو عامان؟

بعد أن أفلتنا سويا بقفزات أسطورية من فوق حواف الألم

وسمعناهم يهللون لنا؟!

بعد أن هدأنا، وصارت أحاديثنا قليلة ومقتضبة، نتبادلها ونحن نؤكد لأنفسنا

أننا تناولنا الدواء في موعده، ولم نتعد الجرعة.

يقولون لي: “لا داعي لأن تزوريها الآن”

يقولون: “تغمض عينيها وترفض الطعام”

يقولون: ” المستشفى جيدة، و غرفة الرعاية غير مكتظة، كأنها غرفة خاصة، تشبه غرفتها في المنزل”.

-“وبجوارها الراديو الصغير الذي لم تتخل عنه أبدا؟”

وليس بجوارها أيضا: طبق قطة الشارع المملوء “بالماكريل” على السلم.

 

لاترحلي الآن

ليس من حقك أن ترحلي

لدي سر لم أخبرك به حين جلست على طرف سريرك آخر مرة

لدي سر ثقيل كفخذك المتورمة بالجلطة

لدي سر، هنا في قلبي، هنا حيث أشير لك، لايبرح مكانه كجلطتك، ويتمشى في أوردتك، ويسكن رئتيك..

وينام كلص.

لدي سر كدموع لاتتوقف.

 

افتحي عينيك

حتى وإن لم أكن أمامك

أنا على طرف الملاءة  أتشبث بك

في الأنابيب الممدودة في وريدك

تحت جفنك المغمض

أنا أتضاءل ياحبيبتي

أتضاءل كلما تألمتِ

أتضاءل في مقعدي البعيد

كذرات الرمل على شبابيك مستشفاك

كأحلامنا التي تركناها في بيوتنا القديمة

ولم يرها المالكون الجدد

أتضاءل كالشرفة التي كنا نجلس فيها

ونبكي..ونضحك

الشرفة التي رحلت

ولم يخطر ببالي أبدا  أن ألتقط لها صورة

ولو صورة واحدة

ونحن ندلي أرجلنا

ونجلس واجمتين

على سورها!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!