لا تَحْزَني.. يا سلطانة/ بقلم إبراهيم يوسف(لبنان)

لئن كانتالحياةتتواصل بالتمني

والأمل والرجاء

بانفراج ما زال بعيدا

ولو بلغنا أدنى نقطة من الانهيار

هكذا؛ سأبقى مقصرا

وفي أسوأ الأحوال

عن قول ما تستحقه ميسون

فلا تحزني يا سلطانة

ليس رجاءً

لا.. ولا نصيحة يتوسلها

إبراهيم يوسف

كلُّ ما في داخلي  غنَّى وأزْهَرْ

كلُّ شيءٍ .. صارَ أخْضَرْ

شفتي خَوْخٌ .. وياقوتٌ مُكَسَّرْ

وبصدري ضَحِكَتْ قُبَّةُ مَرْمَرْ

ينابيعٌ .. وشمسٌ .. وَصَنَوْبَرْ

نزار قباني

بمتعة السّكارىوهناء داخلي كسحر الأساطير، كشفت الغطاءعن جسدِ يعاني رغبة غلابة لا تهدأ. غطاءُ نومها معطر بشذا النسرين، خفيفاكريشة تواطىءالريح.تثاءبتْ قليلا وهي تسترُ فمَهابأناملها، وَتُسرَّحُ بأناملِ الكف الأخرى خصلات شعْرِها الأسودِ الطويل، مسترخيا على كتفَيها الناهضتين كَصِنِّينْ.تركتْ سريرِها على شكل سفينة فينيقية؛أعدته لعرسها أيدٍ مصريّة ماهرة من الإبنوس الناعم المصقول، وسعادة الأحلامتراودها، فلم تكتف بعد من النوم وصبابة الليل الطويل.

كانت تشمُّ رائحةعطرِها من ليلِ البارحة،وتبدو كالأميراتِ ببهو عربيّ مهيب، وهي تتوجِّهُ إلى الحمّام بخفٍ مقصَّبٍ من الساتان المنمق الجميل، وقميص النوم البنفسجيّ الكشمير. بلغتِالحمَّام من تراث الأندلس؛ بتَرَاخٍ لذيذ تجاوز حدّ الخمول.

تأمّلتْ شكلَها فِي الْمرآةِ لوقتٍ طويل، فارتاحتْ لقَدِّها المياس باسقاكالأرز فيلبنان، وصدرها يرتفع بتمرد كصنين، وأدهشها رُواءوجهِها وملامح بنات الريف. لكنَّ عينَيها توحيانِبطيفِ حزنٍعميق، دون أن يغيبَ عنهما سِحْرُ البريق.

كانتتعاني في داخلهاشكوى الأنثى على مساحة الشرق الكبير،والحسرةُ تؤرق هناءةعيشهافي دارتها الفخمة في الريف، توزِّعُ وقتها بين التدبير المنزليّ من طبخٍ وغسلٍ وتنظيف، دون أن تهملَ ثقافتها وهي تترقب المساء السعيد.

لكنّها لم تتخلَ مرّة عن أنوثتها وشجاعتِها وشحذِ عزيمتِها، ولن تفرّط فِي حلمِها الْجميل يحتضنُ دفءَ مشاعرِها المتوثبة بلونِ العاصفة والريح؛ فلن تنهزم أمام خشونتهوتعاطيه، وهي واثقة أَنَّ غيرته الشديدة وأنانيته تجاوزتْ كل الحدود.

طرحتْ سؤالاً علَى صورتِها فِي المرآة؛ قالتْ لها: مذ متى كان الرَّجلُ الشَّرقيّيسمحُ لِنصفه الجميل أن يكونَ من المُبادرينالمُدْرِكين المترفعين..!؟ وردتْ تقوللوجهها المشرق في عمقمرآتها. صديقتها الرائعة من معدن الفضة اللامع المصقول:

لا تحزني يا مرآتي فالخشونة من طبيعته.لكنني لست مهزومة أمامه لأخضع له وأسكتعلى نزقهوتماديه.فاسمعي يا بسمتي: حينما تستبد به رغبته سيركع مستسلما طائعا أمامسلطاني وأنوثتي. وعندهاسأعرف جيدا كيف أروِّضُه وأرَبِّيْه.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!