ليلة اكتمال القمر/ بقلم : خولة عبيد – سوريا

… ليلةُ اكتمالِ القمر …

كنتُ أرتقي سلالمَ العشقِ * المُسجّى *

و اذ .. بخيانةٍ قمريّةٍ ..

تعكسُ للعالمِ

ألوانَ الرّوحِ

و استشاطةِ القدر

لوحةٌ لا مقاييسَ تضبُطُها

لا تعترفُ بقانون بشر

لذا وجبَ العقابُ .

طالبوا بحبسِ الانفاسِ

قالوا ..

رأيناها

تزفُّ الوردَ ، تُراقصُهُ

تفرشُ أرضَهُ ، سريرَهُ و الصّور

رأيناها

تضيءُ الشّموعَ و تقطُرُها بزيتِ البنفسجِ

لمزيدٍ من الفسقِ و الرّاحة

رأيناها

ترتدي ثوباً حريرياً يقتسمُ بياضَ جسدِها

فتراهُ ورديّاً خجلاً

تُقبّلُ قدميهِ و كامل الجسد

ترتّلُ الأغاني

هكذا إلى مطلعِ الفجرِ و اختفاءِ القمر

و هي عذراءُ ، تدّعي

نبلاً و نسباً .

في حضرةِ القاضي ..

_ هل صحيح ما قيلَ في نبضِ عذراءٍ نبيلة ؟!!

_ نعم سيدي صحيح

الجميع يصرخُ

الموتُ لها الموتُ لها

أكملي …

سيدي إنّها ليلتي

كاملُ طقوسي

أُأدّيها بخشوعٍ و حب

لقد خرجَ و لم يودّعني

قائلاً : انتظريني ، لم يعد

أخذوهُ إلى ملائكتِهم

شقّوا ضلوعَهُ و داعبوا  قلبَهُ

بمشرطٍ قاسٍ

لم يسمح لي برؤيتهِ

لطالما كان جسوراً أمامي

إقامةٌ قسريّةٌ كافؤوها بصعقاتٍ متتاليةٍ

أحرقتْ قلبي .

من حينها

و أنا أستحضرهُ ، أودّعُهُ كما يليقُ بهِ

فقد حملني ثلاثين عاماً

ألا أحملهُ ما بقيَ لي من عمر ؟!!

إنّهُ أبّي سيدي .

شهقاتٌ و صمتٌ مطبق

خجِلَ القمر

اضمحلّتْ وجوهُ البشر

أطرقتْ عيونُهم و اغرورقتْ .

اكفهرَّ وجهُ القاضي و قال :

لوحةٌ في متحفٍ

لا يفقهُها فقيرٌ تعس

* رحمَ من ربّاكِ *

* رحمَ من ربّاكِ *

و حكم عليهم ..

باطراقِ رؤوسهِم في كلّ ليلةٍ

احتراماً ( لخلوتي و أبي ) .

 

(العود الملكيّ )

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!