… ليلةُ اكتمالِ القمر …
كنتُ أرتقي سلالمَ العشقِ * المُسجّى *
و اذ .. بخيانةٍ قمريّةٍ ..
تعكسُ للعالمِ
ألوانَ الرّوحِ
و استشاطةِ القدر
لوحةٌ لا مقاييسَ تضبُطُها
لا تعترفُ بقانون بشر
لذا وجبَ العقابُ .
طالبوا بحبسِ الانفاسِ
قالوا ..
رأيناها
تزفُّ الوردَ ، تُراقصُهُ
تفرشُ أرضَهُ ، سريرَهُ و الصّور
رأيناها
تضيءُ الشّموعَ و تقطُرُها بزيتِ البنفسجِ
لمزيدٍ من الفسقِ و الرّاحة
رأيناها
ترتدي ثوباً حريرياً يقتسمُ بياضَ جسدِها
فتراهُ ورديّاً خجلاً
تُقبّلُ قدميهِ و كامل الجسد
ترتّلُ الأغاني
هكذا إلى مطلعِ الفجرِ و اختفاءِ القمر
و هي عذراءُ ، تدّعي
نبلاً و نسباً .
في حضرةِ القاضي ..
_ هل صحيح ما قيلَ في نبضِ عذراءٍ نبيلة ؟!!
_ نعم سيدي صحيح
الجميع يصرخُ
الموتُ لها الموتُ لها
أكملي …
سيدي إنّها ليلتي
كاملُ طقوسي
أُأدّيها بخشوعٍ و حب
لقد خرجَ و لم يودّعني
قائلاً : انتظريني ، لم يعد
أخذوهُ إلى ملائكتِهم
شقّوا ضلوعَهُ و داعبوا قلبَهُ
بمشرطٍ قاسٍ
لم يسمح لي برؤيتهِ
لطالما كان جسوراً أمامي
إقامةٌ قسريّةٌ كافؤوها بصعقاتٍ متتاليةٍ
أحرقتْ قلبي .
من حينها
و أنا أستحضرهُ ، أودّعُهُ كما يليقُ بهِ
فقد حملني ثلاثين عاماً
ألا أحملهُ ما بقيَ لي من عمر ؟!!
إنّهُ أبّي سيدي .
شهقاتٌ و صمتٌ مطبق
خجِلَ القمر
اضمحلّتْ وجوهُ البشر
أطرقتْ عيونُهم و اغرورقتْ .
اكفهرَّ وجهُ القاضي و قال :
لوحةٌ في متحفٍ
لا يفقهُها فقيرٌ تعس
* رحمَ من ربّاكِ *
* رحمَ من ربّاكِ *
و حكم عليهم ..
باطراقِ رؤوسهِم في كلّ ليلةٍ
احتراماً ( لخلوتي و أبي ) .
(العود الملكيّ )