موتى سقطوا في حلمي.. بقلم : دورين نصر سعد

موتى سقطوا في حلمي…

هؤلاء الموتى الذين قاموا قبل رقادهم،
ما لبثوا أن سقطوا في حلمي،

كنت أمدّ يدي لأمسك بهم،
قبل أن تفلت أطراف الليل من بين أصابعي المطبقة على خيالاتهم،
وأمسّد تجاعيد العتمة فوق وسادتي،

الّليل ثقيل من دونهم ،مع أنّه يضجّ بهم،
يتغلغل في هوائي،
يسرق أنفاسي المبلّلة بعطرهم،
يفاوضهم،علّهم ينتعلون غيمة سابحة
في فضاء يقظتهم…

هذا الّليل هو ليلي الأليم من دون تأوّهات أو غصّات،هو ليل يعبر فوق رؤوس النائمين،الذين نسيت الأحلام طريقها إليهم…

هو ليل، لا يشبه ليالي الآخرين،

فالعشّاق غالبًا ما اعتادوا أن يعقدوا صفقات عذبة معه،
يميلون مع ميلان أضوائه الخافتة ،
يقيمون سهراتهم فوق المعابر المنسيّة،والدروب الملتوية،
ويرمون غصّاتهم في بركة خاوية،

ذاك ليلهم،وهذا ليلي…
ليلي ينظر إليّ بعد أن سئمت من التحديق به،
علّه يتلو معي تلك الصلاة العذبة الفارغة من الكلمات…
علّه يعيد إليّ غائبًا خرج في موكب النائمين،

ذاك الغائب الذي نسي أن ينهض من حلمي لن أوقظه،
لن أعطيه زهرته،
ما دام أنّ ليلي يساهرني،
ولا يبكي على فراق الراحلين…

دورين نصر سعد/ لبنان

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!