آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
في الكهف المسحور، بوهيمية الحياة تنير درب الأشواك. ينظر الى المرآة لآخر مرة، في عينيه حزن دفين. آلام المشردين واللاجئين تسكن قلبه الرقيق. طلى وجهه بالمادة اللزجة البيضاء. رسم حواجبه باللون الاسود على شكل مثلث غابت عنه الاضلاع. لون فمه الكبير بالحمرة الداكنة. ضحكة ساخرة من الكون المجنون، سرقها من كتب السحر والجان وذكريات الأمس المدفون. رداؤه الوان مزركشة ومناديل متناثرة بجنون فوق الجسد. ينحني امام نفسه يسلم على صورته الضائعة وينطلق الى حفلة المجون.
“أنا لست أنا …انا الإسم المحفور في رداء العصر المطحون…أنا زوبعة الضحك بلا حدود ..أنا المهرج الذي ينحني امام هستيرية الضحكات.
هذا مسرحي ..هذا بيتي هنا اخلق صورتي. اتحول إلى إبداع باسم. اصنع عالمي الغامض، اراقصه، الاعبه بوجهي ويدي، اقفز، يتناثر جسدي كلعبة هواء، اتشقلب، اقع على ظهري، ارسم لوحتي. يمتزج هرجي بهرج الجمهور، اصطاد الضحكات، اتفاعل وتصبح روحي طيعة مع العيون الفارغة.
من ينتزع الحزن من الجفون النائمة على ألمها؟من يسرق البسمة من طفل أسرته الحروب؟ من يطفئ لهيب النار في الجسد المطحون؟
أعرف بأني سأمسح بمنديلي كل دموع القهر. أعرف بأني سأنير البسمة فوق الوجوه العابسة. أعرف بأني سأطلق القهقهة من صومعتها الذابلة.
لحظات لا أكثر من دقائق معدودة، سأعود الى عالمي الصامت، سأنتزع الرداء وارميه في كواليس الحياة. سأمسح قناعي وأنسي إسمي البديل. سأعود إلى عالم الواقع وأتخلى عن جسور خيالي.
وأنتظر بشوق العاشق يوم آخر، ﻷرتدي قناعي الحقيقي واكون ولو للحظات بلا إسمي.
الى ابنتي روى
