يا عابري هذه الحياة
إذا سافرتم قاصدين أبي
قولوا له أن يتيمتك
هامت على وجهها بحثا عنك من بعدك
قولوا له
صغيرتك كبرت
كبرت جدا
كبرت أكثر مما ينبغي
عرفت أكثر مما كان عليها أن تعرف
شاخ قلبها من بعدك وهرم يا أبي
قولوا له أن يتيمتك …
تقف آخر الصف
تنظر عبر الأقفاص المغلقة
تفتش عن بقايا نبضك
وسط الأشلاء المتهتكة
تبحث عن شيء من روحك
في الأرواح المتهالكة
ثم لا تجد شيء ولا تلقى أحدا
قولوا له ان يتيمتك …
تقف عارية
في مواجهة الخواء
بلا عبائتك
ولا شماغك ولا عقالك
حافية
لا تعرف الطريق اليك
كم هو مخيف مدو مرعب هذا الخواء يا أبي !
قولوا له ان يتيمتك
زرعت من حولها جبال جليد
كبرت ونمت تتناسلت و تكاثرت
تسلل البرد إلى قلبها حتى صار قطعة جليد
قولوا له انها
تقضي أيامها معطلة
تعيش كما النواعير
بحكم العادة …!
تسقي الأرض والنسل و الحرث
و تتفسخ هي عطشا
فلا ماء يرويها
ولا دماء تسري في عروقها
قولوا له ان يتميمتك ماتت من بعدك
وما بقي منها
إلا ظل يقتات على بقاياك فيها
يتيمتك
الذكرى الحادية عشر لرحيل ابي