CANON SX30 is/ بقلم : سراج الدين الورفلي / ليبيا

أُحبّ البيوت التي لها أبواب كثيرة
تلك الاحتمالات تجعلني أفكّر بأكثر من طريقة،
وتُنسيني بيوت الطبقة المتوسطة
التي تهبها الحياة، بنوع من الكرم الزائد
باب واحد
لا يصلح سوى للهرب.

أُحبّ الأشجار في الشوارع أكثر من الأشجار في الريف،
إن مهمتها لا تتوقف لجمع أناشيد العصافير في مقطع واحد
بل يتعدى إلى وضع فواصل للظلّ، أمام نزيف الشمس الإسمنتية.
إن شجرة الشارع مواطنة مدنية، ولديها حكايات كثيرة
عن الأطفال والنوافذ وبائعي المخدرات
وكراسي المقاهي المكسورة.


أُحبّ النافذة المطلّة على شرود الزمن
التي تنقي الوجوه والليالي، حسب تنهيدات
لامبات النيون الصفراء المزروعة على ضفاف الشوارع،
تلك التي تقاوم الزمن بتذكّرها لكل نسيانها.
النافذة التي ترعى قطعان الضوء والظلام
في انسجام فريد.

أُحبّ المقاهي الصغيرة تلك التي لا تحفظ روادها
بل، تمنحهم مساحات شاسعة من الغياب.
لافتة قديمة، طاولة منهارة من السّعال، وكرسيّ متوحّد ينقلك مثل كسيح
من طعنة إلى ابتسامة
إلى قلق غير مبرّر.

أُحبّ المقاهي الصغيرة المنزوية في الشتاء
حيث، تختلط رائحة السجائر بصوت المطر، بوجه المرأة التي
ما عدت أتذكرها.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!