آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
لصحيفة آفاق حرة
هاجر الطيار تشكيليّة تستحق الاهتمام
د. سلطان الخضور. الأردن
ونحن نعيش أجواء الاحتفالات في ” إربد عاصمة الثقافة العربيّة” لعام 2022 ساقني التفكير في المشهد الثقافي إلى واحدة من الفنانات التشكيليات المتميزات في إربد, والتي أرى أنه من الَضّرورة بمكان الالتفات إليها وإعطائها ما تسحق من اهتمام, على الأقل في إقامة معرض دائم للوحاتها الفنيّة في مكان عام يتمكن المهتمون والزائرون من زيارته على مدار الاحتفالات بهذه المناسبة, وهذه الفنّانة هي التشكيليّة” هاجر الطّيار” وقد خرجنا بهذا الاستنتاج للأسباب التالية:
أولًا, تمتاز الطيار عن غيرها أنها لم تعتمد الفن التشكيلي التقليدي الذي يعبر عنه برسم اللوحات الفنّيّة, والتي غالبّا ما نشاهدها في المعارض الفنّيّة, وليس ذلك انتقاص من أهميّة هذا الفن بقدر ما هو تفرد الطيّار وانزياحها لنوع غير مألوف في الفن التشكيلي على المستويين المحلّي والعربي وهو استخدام الحصى النهرية الملساء في الرسم وتشكيل مجتمع فني قائم بذاته.
ثانيًا, لدى هاجر الطيار قدرة فائقة على توظيف الحصى بأحجامها المختلفة وبألوانها المتنوّعة ومعالجتها بالألوان والخروج بلوحات فنيّة جميلة تقود المشاهد إلى التأمل في كيفيّة استثمارها وفي المعاني التي ترمي إليها.
ثالثّا, التنوع في المواضيع, فلا يكاد يخلو مشهد من المشاهد التي تراها الفنانة على أرض الواقع أو صورة تشاهدها أو قصّة تمر بها, إلا وتجد لها مكانًا بين لوحاتها, فالتنوع في المواضيع أعطاها قدرة على محاكاة الواقع الاجتماعي الذي نعيش والتعبير عنه بأسلوب رمزي لافت.
رابعًا, كان للفنانة الطيار حضور في المشهد الفنّي والمشهد الثقافي في مكان عملها في إحدى الدول العربيّة الشقيقة, وحققت إنجازات محسوبة, يشهد عليها المثقفون هناك, كما يتّضح من الصّور التي بحوزتها, والمعلّقة على جدران غرفة وزير الثّقافة.
خامسًا, أقامت التشكيليّة هاجر الطّيار عشرة معارض فنيّة في الخارج ولم تحظ بمعرض فنّي واحد في بلدها, وهذه دعوة لأصحاب الشأن للاهتمام بهذه الخامة الفنيّة التي من المؤكد أنها ستضيف جديدًا على الفن التشكيلي الأردني.
