رواق النثر

حين تلبس..   ثوب الصدق رداءاً   وتمشي بين دروب الحرف   بتواضع من غير كبرياء ..   أصيل أنت *   حين تحترق بظلم الأغبياء   و لكنك ترسم في الوفاءِ   عنوان بدون رياء   نبيلٌ أنت *   حين لا تتصنع العشق   و لا تنتحل الغش   انما تنتحي ناحية الصمت   و تتركني و ترحل …

((بعد منتصف الليل)) أكبرُ بعد منتصف الليل تثاقلني الذكريات الدفينة لينبت بكفيَّ لون الحنين ذاك الذي لا يعرف حدّاً للتوقف ذاك الذي يخثّر الدّم المراق بعد كلّ جولة أكبرُ وأتثاقل كثيراً مثل أثافيّ نُسيت بعد رحيل القوم أنسى الحنين ويغلبُني في كلّ يوم من شرفات (المَحنّة) يا مظفّر من ليل البنفسج وعرقه الأخضر من حنين النوق كقبّرةٍ هزّها الخوف مرات …

أعرفُ حياتي التي أحلم بها محفوظة في مساء بارد أو متاحة ليتطلع عليها أحد عابر يتصفحها كما يلتقط جريدة مقطوعة ثم يتخلى عنها صور عادية و خطوط لا تفتنُ . لكن إلى أن أصل تبدو الحكايات مضببةً أقول “هذه حياة مناسبة ، لكنها خاملةٌ ” ألتقطها لتصير حياتي الآن أو أدعها مجهولةً لتصير حياتي إلى الأبد! ♤ قصصكِ مع المرح …

سنجلسُ الليلةَ صامتَيْنِ أقرَأُ أفكارَكِ من نظرةِ عينيكِ لَعِبْنا هذه اللُعبةَ كثيرًا لكني كنت أفشلُ دائمًا فأول ما أقرأ في عينيك “أحبّكَ” لأكسِرَ الصمتَ والقراءةَ بالقبلاتِ، ربما أنجحُ الليلة؛ ففي بلادِ الحربِ لا تُظهرُ العيونُ في الليلِ سوى حزنَ النهارِ وأنا؛ تدربتُ كثيرًا على قراءةِ الحزنِ في عَيْنَيْ أمي فقد كانتِ البلادُ أيضًاديارَ حربٍ، لنمارسَ لعبتَنا إذن أصمُتُ .. وتصمُتينَ …

  أعلم إني رجل خيالي كما تقولين وأعلم أنك لا تغريك الهدايا ولا القصور وأعلم أنك لا تؤمنين بعصر البخور وأعلم أنك امرأة ليست ككل العصور قولي لي كيف أحبك حتى أطفئ هذا الغرور أعلم إني رجل خرافي كما تزعمين وأعلم أنك لا تريدين ملك سليمان ولا قصور بلقيس وأعلم أنك امرأة واقعية كما تقولين وإنك لا تؤمنين بكلام الهوى …

ام تتكور في زاوية الحزن بيدها سبحة الوقت تحصي عدد دمعاتها منذ الف خيبة ونيف نبتت الحسرات على أطراف أصابعها وتدلى القهر من جبينها ابناءها يطهون حياتهم في قصور الفرح يلبسون افخر أنواع ملابس الإجحاف واحذيتهم ماركات من دور اللابالية يحتسون افخر أنواع المشروبات اللاخلاقية في كؤوس النكران يأكلون ما طاب ولذ من النسيان هي تسعل يخرج من رئتيها صديد …

وانت تحمل مياه بحرك المضيئة ستزهر اغصاني باحبك ستاتي حاملا قمح بطنك والريح الهائجة تصرخ باحبك التي قلتها اسقطت العصفور بقلبي ليبني عشه اسكنته مكانا يليق به وبغفلة ثقب قفل الابواب وحلق تاركا ريش اجنحته تندس بوسائدي لتخرج كل يوم تذكرني بماساة امراة سقط الليل من ليلها ااااه لو احببتك بنصف قلب لما همني غيابك لو اتيت حاملا بحرك المشرق …

  سترحلينَ ستتبعكِ المدن؛ ستتبعكِ البيوتُ والشّوارع ستتبعكِ الحدائقُ والمدارسُ والمكتبات. ستتبعكِ الغابات؛ ستتبعكِ الأشجارُ والأزهارُ والسّناجبُ وديدانُ الأرض سيتبعكِ العشب النّدي. ستتبعكِ السّماء؛ ستتبعكِ الشمسُ والغيومُ والعصافير . ستتبعكِ البحارُ والأنهار؛ ستتبعكِ الأمواجُ والأسماكُ والنّوارس. سيتبعكِ الضّوء سيتبعكِ المطر سيتبعكِ اللّيل ستتبعكِ الطّفولةُ؛ سيتبعكِ أولادي سيتبعكِ شرطيُّ المرورِ والفلاحُ وباعةُ العلكةِ على الإشارات ستتبعكِ القطط المشرّدة وكلابُ الشّوارع ستتبعكِ …

((غريبُ الظلّ)) كالغريب أجرُّ ظلي وكالياسمين ألملمُ ندى قلبي المتعب كناقوسٍ يدقّ في غير وقت العُرف مثل عاشق باء بالفشل مثل جندي لاذ بالفرار من المعركة مثل طفلة فقدت دميتها الصغيرة كظلّ الغريب ….. …………. كظلّ الغريب أغطي مساحة لا تتسع سوى لشوقين فقط أحيز من الأوكسجين ما يكفي لكلمة ((أحبّك)) فقط آخذُ من غبار هذا الفرسخ ما يكفي لنسيان …

أصحو متأخّرةً لأنفضَ الغبارَ المتراكم حولَ قلبي تأخّرَ الوقتُ كثيراً ولم يَعُدْ بوسعي نصب شراكٍ لقمرٍ مسنّ بالكادِ يُتابعُ سيرهُ خلفَ الغيومِ المُتقطّعة أدعو غيمةً ضلّتْ طريقها لتحتسي قهوتي فتعتذر ..!! هرّتكَ الأليفة تختلسُ النّظرَ من النّافذةِ تترقّبُ عودتكَ .. هذا المساءُ ليس لي فمتى تأتي _ لتختصرَ القواميس_ في كلمة .. أو كلمتين مواعيدُ عشقكَ لهذهِ البلاد تلكَ حكايةٌ …

#تكوين انزع ملامحك وتجرّد من ذاكرتك ارمِ الأقنعة الكاذبة والزيف والتصنّع تحسّس برودة جثث الموتى تحسّس حرارة أجسام الغانيات السكارى مارس كلّ طقوس العبادة على كلّ الأديان والمذاهب و اتلُ طقوس الخطيئة أمام مرآة ذاتك حلّق بجثمانك النّصف حي والنصف مهترئ وكأنّك تنكر الجاذبيّة حاول أن تتقيّأ الحياة حاول أن تنسى أنّك إنسان لكنّك لن تتمكّن من ذلك هناك في …

خلدني.. خلدني في الكلمات.. خلدني كلوحة زيتية، على جدار من الأبدية.. كصورة فرس تصهل وراء أمانيها، تخاف أن تفر منها أحلامها.. صورة شجرة، تتعرى أوراقها قهرا، في فصل الربيع.. صورة شمس، تقترب من الورد الجوري الأبيض، و تحرقه.. صورة سيدة أضناها الإنتظار، و علت وجنتيها علامات الشحوب.. تلوح بيديها لآخر خيوط شمس الأمل.. خوفا من ألا تدركها، و ترحل.. سيدي.. …