رواق القصة القصيرة

أمينة السر/ بقلم:نورالدين بنبلا ( المغرب)

بدت وكأن لصمتها حكاية أو سر كامن.. وقفتُ أتأملُ وجهها ذو السحنة القمحية وقد سطرته التجاعيد.. وأُحدِّق في ابتسامة عذبة تنسدل من ثغرها الرقيق، تخفي وراءها حزنا عميقا.. تقعدُ  على جدع نخلة منبطحٍ على أرض ضيعة هادئة..تبدو في ربيعها الثالث.. بادلتني النظرات بعينين واسعتين، يحفظهما حاجبان غير واضحين يشبهان هلالين  في ليلة غائمة تُنذِر بنزول مطر منحبس..تنزلق عليهما خصلات شعرٍ …

أكمل القراءة »

محطّات/ بقلم:صوفيا الهدار( اليمن)

3 تموز   202‪0 الساعة 9:02 يُدفع سريراهما  جنباً إلى جنب. يركض السقف في عينيه إلى الوراء و تهرب معه  الأحلام والأضواء الشاحبة. تسري في جسدها رعدة، تمد يدها، تلتقط يده، تشبك أصابعها بين أصابعه،  تنطر  إليه، تبتسم رغم الدموع التي التمعت في عينيها، ينظر إليها نظرة تائهة، تعلق في شفتيه كلمة ذابلة. تتأمل وجهه الضامر، ولونه المصفر، وروحه المنطفئة، تشد …

أكمل القراءة »

رجلان لسرير واحد«وقصص أخرى/بقلم:حسن سالمي

صروف       كلّما التقينا تأمّلتُ بطرف خفيّ تورّد وجنتيه، وقامته الممشوقة، ووسامته التي تقع في قلب الأنثى فتذيبه… تمنّيته لو كان لي. بيد أنّه في عصمة امرأة أخرى مثلما أنا في عصمة رجل آخر…     بعد فترة صدمني منظره، فكأنّما مسّته عصا ساحر شرّير… وسمعته يقول للذي يستوقفه من معارفه: “آه… اجتمع علي عدوّان… الخبيث والكيماوي!”  رجلان لسرير واحد     كان معها في …

أكمل القراءة »

سفينة/ بقلم : نزار الحاج علي

#في المرفأ _من أين أتت كلّ هذه القطط السمان؟ _ لا أدري. _لكنها تلتهم الأخضر واليابس مثل…جراد. #قبل العاصفة _ما كلّ هذه القطط السمان؟ _يخفض رأسه. _أقرر الرحيل…حتى لا أصاب بالعدوى. #أثناء العاصفة قرب حطام السفينة: _كم عدد الناجين؟ _قفز كل من يجيد العوم. #بعد العاصفة _كيف أحوالهم هناك؟ _ يعلمون كلّ شيء، لكنهم ما زالو صامتين. نزار الحاج علي …

أكمل القراءة »

قطار وحب. قصة. بقلم. نجيب كيَّالي

لصحيفة آفاق حرة   قطار وحب قصة نجيب كيَّالي سأل حبيبتَهُ وهما ينتظران القطار الذي سيحملها: – كم يوماً ستغيبين؟ قالت مع ابتسامةٍ زادت ولعَهُ بها: – ستة أيام! – ستة بحالها! آه.. سيكون الصباح خالياً منكِ، والظهيرة، والمساء، ووسادةُ النوم! أضاف بعد غُصَّة: – ولأنَّ أولادَنا كَبِروا، وغادرونا إلى بيوتهم الخاصة سيمرُّ عليَّ اليوم كأنه عشرة أو عشرين! قالت …

أكمل القراءة »

السعادة/ بقلم:د.عبد الإله وادي

ذات مساء. دخل شاب أنيق فى عقده الرابع إلى خمارة الأُنْس بذلك الحي الشعبي. كان شابا وسيما، بوجه حليق وتسريحة شعر جذابة، يلبس بذلة رفيعة ويضع ساعة سويسرية في معصمه الأيمن. كان شكله المتميز وهندامه الأنيق مثيرا لفضول مرتادي ذلك المكان الرث المتداعي ، فبدا وكأنه نوتة موسيقية نشاز كسّرت لحنا رتيبا. ألقى السلام وتقدم بخطى متأنية ليستقر وحيدا على …

أكمل القراءة »

موعد/ بقلم: عبد السلام كشتير

انتابته رغبة عارمة في أن يلتقي بها ، وأن يبسط أمامها أشياء غير مألوفة ، لم يسبق لهما أن تداولا فيها أثناء لقاءاتهما السابقة .. ربما مفرحة ، واعدة ، وجميلة .. جالت في ذهنه كل النعوت الممكن استعمالها في مثل هذه المناسبات التي يحضر فيها صفاء النفوس .. وراحة البال .. كانت هي تنتظره بشوق وشغف المحبين .. تتزين …

أكمل القراءة »

الدكتور ياسين/ بقلم:د.عبد الإله وادي (المغرب)

بعد صلاة العشاء، لبس السيد ياسين بذلته السوداء الأنيقة وإنتصب أمام المرٱة. ثبّت ربطة عنقه بعناية، فتل شاربه، سرّح ما تبقى من شعرٍ رمادي على رأسه الأجلح، رش بخّاخ طِيب العود بسخاء على عنقه وكتفيه ثم غادر الشقة. بالطابق الأرضي، بادل بعد الكلمات مع حارس العمارة العجوز قبل أن ينزل الى المرٱب التّحتِ أرضي ويستقِلّ سيارته الإقتصادية. إستغرقت رحلة وصوله …

أكمل القراءة »

اشتباك. قصة. بقلم. نجيب كيَّالي

لصحيفة آفاق حرة   اشتباك قصة بقلم. نجيب كيَّالي. سوريا في الليل داخلَ معرض اللوحات كان المكان صامتاً، والضوءُ خفيفاً، على الحائط لوحاتٌ كثيرة، إحداها للموت، نزل الموت من لوحته، نظر إلى نفسه في اللوحة، قال: – لم أكن أتصوَّر أنني قبيح إلى هذه الدرجة؟! سمعته الحياة في اللوحة المجاورة، فنزلتْ من لوحتها، وصاحت به: – بل أنتَ أقبح من …

أكمل القراءة »

أقطاب/ بقلم:نزار الحاج علي

تتشارك أنت وزوجتك نفس السرير، تتشاجران على النصف الأيمن منه، منذ غادرتك وأنت لا تستطيع الاقتراب منه. تستيقظ في الصباح، وقبل أن تجتاز الطريق، تلتفت نحو اليسار، تجلس أمام المقهى وتدخّن نصف سيكارة…يأتيك النادل بالقهوة، لكنه يسكب لك نصف فنجان فقط. في المساء تعود إلى المنزل، تشعر بأن هناك شخصاً قد سرق نصف رصيدك من الأيام يختبئ في الطرف الأيمن …

أكمل القراءة »

أسعدُ رجلٍ في العالم. قصة: نجيب كيَّالي

لصحيفة آفاق حرة   أسعدُ رجلٍ في العالم قصة نجيب كيَّالي هكذا.. كان يسمِّي نفسَهُ رغمَ فقره ومتاعبه! لم يرقص بجسده أبداً، لكنَّ قلبه كان يرقص في أكثر أوقاته! سرُّ سعادته فردوسٌ صغير يأوي إليه كلَّ يوم. فردوسُه ليس سماوياً بعيداً، لكنه ذلك المثلث الدافئ الأبيض فوق صدر حبيبته، إنه وسادةُ روحه، ومحطَّةُ رأسه المفضَّلة! تمرُّ من هناك ثلاثة أنهار: …

أكمل القراءة »

ورقة رسم/ بقلم:أحمد بن قريش                   

–نم…  … –أنا نائم، قال الطفل … –لست بنائم، قالت الام   أغمض الطفل عينيه للحظة. في الخارج التصقت الرياح بالسياج القصبى. ستهطل أمطار غزيرة بعد ساعات.  أدار  الطفل على جنبه الأيمن فرأى ذراع أمه يحرك السطام فى النار. أضيئت الغرفة لحظة. كان القط مسعود يحك بأظافره من وراء الباب.    لم يدخله أحد منذ الأسبوع الماضي. … –ما، مسعود … …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!