رواق النثر

لن أكون مجرد أم فقدت حنين الروح بعد مغادرة آخر رضيع لها عالم الطفولة معلمة بثت روحها في دروس لم تكن الحياة كفيلة بتحقيق مغزاها قنينة عطر تتناثر رائحتها على نحور الجميلات وردة سكنت قلب كأس بعد قطفها ثم لفها كتاب بين حناياه شجرة على قارعة طريق تظلل المارة وعابري السبيل نبع ماء نقي يرده ظامؤ القلوب من حجيم الشوق …

إجعل من نفسك ماتريد .. أنت صناعة نفسك .. كن ما يكفي من ذاتك .. إبق دواخلك نظيفة .. اللمعان معدن داخلي .. الخير و الشر إفراز ذاتي ، فلا تجعل من ذاتك غير معنى الخير .. أنت أصل معنى الأشياء ، فماذا تختار من أصل ..؟!! كل أفعال الآخرين إنعكاس لمعنى ذاتك .. أن كنت معنى للخير ، ستجني …

لآفاق حرة   عجوز وما يشبه الأغنية بقلم. نجيب كيالي أحقاً هذا الرجل الذي يمشي بخطواتٍ وئيدة هو أنا؟! أكاد لا أصدِّق كان يقفز كحصان وله قلبٌ يرقص * لقد ضاقت كتفاه وشحَّ بصرُه وربما لو جاءته حبيبته لم يستطع احتضانَها ماذا جرى؟! أكاد لا أصدِّق كان يقفز كحصان وله قلبٌ يرقص * أحقاً كلُّ الأشياءِ العذبةِ صارت في الخلف؟ …

في وحدتي الغَرّاءِ .. يَضمُّني الفَراغُ بَغتةً بكلِّ عَطفهِ الرَقيق .. مُتنفِّسًا لاشيئه في لحظةٍ حَميميةٍ جرداء بين لاوعيي ورئتي أصطنعُ المحبةَ الوهميةَ الخالدة .. أتكثَّفُ بين الفِكرةِ والفِكرةِ كهُلامٍ مَعرفيِّ في عَقلِ نيوتن ذاتَ صفاء .. تَعتريني فكرة أنْ أعشقَ نَفْسي لنَفْسي كاستثناءٍ أنانيٍّ غريب .. فكرةُ الفقدِ أصبحت مُبتذلةً جدًا فحتى نَفَسي لا يَعودُ إلي بعد ثانية زفيري …

الفراغ الفائض في جيبي يسمح بامتصاص نكد الحياة فأسخر منه وأهزأ وأرمي عليه كل ما حفظته من بذاءات الشوارع أفكر بالهم الذي يحمله الأغنياء وهم يحصون أموالهم ويطمعون بالمزيد أفكر بقلقهم الذي يرتفع مع انخفاض سعر العملة وأشفق عليهم كلما تذكرت كيف يقضون ليلهم وتحتهم الأرقام كأنها دبابيس حادة تسرق منهم طمأنينية البال  

بلد يسير إلى الضياع بلد بقلب دون شوق والتياع بلد تكدس بالجياع بلد تبلد بالحروب وبالغباء وبالتطاحن والصراع بلد يقاتل نفسه من دون جدوى وانتفاع بلد يساق الى المزاد لكي يباع بلد الفرائس والسباع بلد يعاني عقدة الآتين من خلف الحدود لتنحني كل القلاع بلد يعيش على الهوامش في حدود المستطاع بلد يخاف من الهواجس والنراجس واليراع بلد يتيه فلا …

لا ركن للنوم لا امرأة جميلة أضع يدي على خصرها.. أبحثُ عن إمرأة فخمة تكنس ضجر المدن وعويل الكلاب في الخارج كُلما أقبل الليل أحالتني على الضفة..   أبحثُ عن إمرأة فخمة كل يوم تسلبني رشدي زميلة وصديقة وعشيقة تحدثني، وأشعر بالتبلد لا أكون في نظرها مُبتذلاً ولا وقحاً ولا صَفيقاً أرسم على خصرها خُطط المستقبل وأعزف لها مقطوعات خالدة …

أنا امرأة تبحر في الليل باحثة عن الذكريات الجميلة؛ أستوقف التاريخ لأسأل عن لحظاتٍ كانت تعبد لنا طريق الأمل؛ تكتشف المجهول في العيون التي تكلمت بكل اللغات  .. أَرقبُ الفجر عندما يرتحل تاركاً خلفه مزيجاً من الأسئلة؛ هل لا زال في العمر متسع كي نفتش عن بقايانا التي تركناها هناك؛ أم أننا نحفر في رمال دون ماء . أحب الحياة …

كل العظماء وصلوا لحقيقة أن كل ما نريده هو الإستمتاع بلحظة حاظرنا فقط ، فكل ما قبلها ذهب بلا رجعة ، وكل ما سيأتي بعدها لم نظمن وصوله . وأخيرّا أعترف أنني لم أصل لما أريده ، لكني وصلتُ إلى حافة الشيخوخة المبكّرة بدون إرادتي . كلما تقدمتُ بالعمر إحتجتُ للهدوء والخلوة مع نفسي كثيرًا لأني لم أجد الشخص الذي …

بصمت عميق تتأمل ما فات وتسخر مما هو قادم، فالقدر محتوم.  وكما تقول دائماً: لا فكاك منه ولا مهرب .. تطرد ظلال العتمة من حولك وتمضي في رهانك على حياة  يغشانا الضباب ويجبرنا الزمان أن نعيش في الأحداث بحلوهاومُرِّها مرتين…مرَّة حين وقوعها والأخرى حين تحييها ذاكرتنا . فينهار  الصمت الساكن فيها. تفتح نافدتك التي تطل على جدار يحجب عنك الفضاء …

القمامة منذ يومين تحتل شارعنا فتشي جيدا يا بنت أحزاني عن الفرح واجلسي لساعات طويلة أو نامي إلى المساء بين أحضانه علب النحاس في كومة العطور ! ! والمدينة تحبك جيدا وأنت جاثية لا غرام لديك سواه كل الشوارع مزدحمة بالظلال ونظرات بلا بريق تبزغ وتغيب في طي من النسيان الفرح المغمس بالانحناء لذيذ آه من شعلة تنطفئ كلما أردت …

قصائد الموج هي الأحلام لأنجمها سائحة . ..والعين تذوي بمراكبها سارحة وقصائد الموج تعبرها بها مد ٌ والروح تسري لأعاليها تائهة والقلب يهوي وللأشواق به جزرٌ …كالآلام بصدر الصخور تلطمه يروي التصحّر كلما عادت نسائمه يكوي المباسم بأملاحٍ تشاطرهُ والحزن معقودٌ بالنبضات فرائضه كسلاسل سبيٍ تنهال بها وجعٌ … مرُّ الأنين بكأس الليل نشربه … يجترع الحنين بمقبض الروح مركنه …