رواق القصة القصيرة

“وشم ” جرح/بقلم: عماد الدين التونسي

عائدة هي معلمة السنة السادسة في مدرستنا . وهي طويلة، سمراء، مجعدة الشعر، على وجهها آثار جدري الماء، تبدو أكبر من سنها، قويّة، لا تخلو من جاذبية، تشبه الظباء والمها في جمال العيون، فوجئ الصبي الضّلّيل بظبية البان الشامخة مثل الرمح الكعوب، ترسل في أثره، في الفرصة، وهي الاستراحة بين حصتين، الأمر الذي أثار ريبة الزملاء وحسدهم أيضا. دخل خَجِلا، …

أكمل القراءة »

اشتعال/بقلم : الروائي والقاص السوداني صديق الحلو

هذه البلدة بلا ذاكرة، نبت فيها احمد توش هكذا فجأة. يسير وحده.. يعيش وحده… يضحك ويغني. عندما كان صغيرا كان يقتل الحرباء والجراد ويبول علي السحالي بعد ان يدهسها حتي الموت. تقوم من عثرتها كأنها مدوخة من نعاس. أحمد توش من أصول يمنيه، جدته من غرب افريقيا وامه نيليه كقطعة من الزيتون المدهون. ولد احمد توش بشعره المسدل وعينيه الكبيرتين …

أكمل القراءة »

تلبُّس/ بقلم :نزار الحاج علي

تنظرُ إلى كلماتٍ مكتوبة بخطّ يده على الجدار، ثمّ تنظر إلى أصابعه المبتورة. على باب الغرفة سجّانٌ أحمق يصدح له بأغنية حتى يهدأ؛ يُلقي برأسه لينام. فجأةً تنتفض وأنت تصرخ : _سأنتقم. تتناول حروفاً صدئة من تحت الوسادةِ، ثمّ تغرزها في صدرك المثقوب بأعقاب السجائر؛ تنزف قصيدة، لكنك تلقيها من شدة اليأس على الحائط. في الصباح يدخلُ أحدهم…يمزّق الجدار…يبتر أصابعك…ثمّ …

أكمل القراءة »

مناقيرُ مبتورة/بقلم:زهرة عز(المغرب)

شارد الذهن يتأرجح على كرسيه المريح، لم يسمع طرق الباب. دلف رأس صغير بعيون جاحظة. رفع رأسه، ابتسم الطارق ابتسامة نصر أبانت عن أنياب متراصّة وأسنان صناعية كان دفع فيها مالا كثيرا حتى يغري الجنس اللطيف. لطالما عانى من ابتسامته المخجلة. وباستكانة خاطب سيده: -لقد انتصرتَ سيدي، وكلّ خصومك تواروا ، الكرة في ملعبك والعالم على مرمى قدميك. بشرى لطالما …

أكمل القراءة »

سيجارة في الحي الجامعي/ بقلم: محمد أفاسي ( المغرب )

“الآلام العظيمة يجب أن تعيشها دون تظاهر ، دون شكوى ، دون ضجيج ، دون نحيب.” هكذا غرد صريح الرواية المغربية محمد زفزاف يوما. ربما كان قصد زفزاف أن على الإنسان أن يعيش آلامه في صمت ويستمتع بمرارتها في شقته منعزلا ، وأن يرتدي قناع الكبرياء ويظهر بمظهر السعيد الراضي عن حياته ما أن يخرج للعالم الخارجي. أحيانا أجدني أتفق …

أكمل القراءة »

ساره في هواك/ بقلم الروائي والقاص السوداني صديق الحلو

يالعبء هذآ الاسي المستديم. كانت تقرقر مثل الفرح الاخضر. وبدأت الحكايات تتهاوي والنهر كبير والمجداف في وهن ريش العصافير. يقال عنها اشياء تشيب الراس. فضلة العبادلة. كم قاتل وفتاك ايها الشوق. شلال الضياء المتخبيء في ابتسامة ساره… دونك ياشوق التباريح والبوح للصخر العنيد. سكن الجوع الخرافي الضلوع والخلايا وربطت المجاعة الطريق للطير والشجر والمسافة. المستقبل محفوف بالقواقع والقنوات الآسنة والمياه …

أكمل القراءة »

حكــــــــــاية/بقلم: شوقي دوشن ( اليمن )

شعرت المجاعة بالوحدة والعزلة وانزوت بعيدا . لم يعد بوسعها أن تستوطن الأحشاء والبطون فهي ليست فارغة وليس لها مكان هناك في تلك القرية التي تعاهد قاطنوها على المحبة ونبذ الأنانية فخير الأرض يذهب للجميع. رغم محاولاتها العديدة فقد فشلت في الحصول على مأوى لها إذ سرعان ما يتم طردها . ذات مرة حلت الفجيعة، ووفد الجفاف ضيفا ثقيلا.مات الزرع …

أكمل القراءة »

قلبان / بقلم :مرام رحمون

أنا امرأة عادية جدا..جدا كلّ مافي الأمر أنّ قلبي لايشبه قلوب النساء فمُذ ولدتني أمّي وأنا احتفظ بحروف اسمك في تفاصيل يدي، وعندما حاولت القابلة أنّ تفتح كفي لتغسله ككل المواليد الجدد وتكبسه بالملح، وجدت حروفك منقوشة في راحتي كياقوتة حمراء ..! العرّافة التي سمعت القصة، هرولت مسرعة لبيتنا، اخبرت أبي قائلة : الطفلة ذات الشعر الأحمر اخفت في كفها …

أكمل القراءة »

الحمل والذئب والثعلب/ بقلم: إيناس ثابت

قصة للأطفال كلما هزمَ العيونَ طيفُ النوم يُحْفَرُ سردابٌ سريُّ عميق في الوجدان  يَصُوغُ أكثر الحكايات سحرا عن مخلوقات مشاكِسة أو وديعة وأميرات جميلات.. يجمعن أزهاراً متنوعة العطرِوالألوان  تحملهاساحرات الحكايات  للأطفال في عربات الأحلام يا لتلك الليالي المقمرة المقبلة من قلب الزمن، والحكايات الدافئة الممتعة والمناظر الخلابة، وكل مايحرّضالفكر لينزع نحو الخيال، وحكايات مفعمة بالمشاعر متعةللروح، تتدفق خلف المروج المتألقة …

أكمل القراءة »

كابوس/بقلم د ميسون حنا ( الأردن)

اشعر بكآبة وملل، وتيمنا بقول شاعرنا العظيم أبو العتاهية: كذا قضى الله فكيف أصنع        والصمت إن ضاق الكلام أوسع قلت هو ذا ، فالصمت يناديني ، ولجت حجرته على قمة جبل، الهدوء يخيم على المكان، حيث لا تُسمع دبيب نملة مما أربكني الوضع، ومن حيث لا أدري شعرت بغمة تطبق على صدري ، بل إن كآبتي تضاعفت. قلت في نفسي: …

أكمل القراءة »

ضفيرتان ومقص/ بقلم:ريمة خطاب

بيدها المرتجفة أمسكت المقص، وبيدها الأخرى أمسكت ضفيرتها الشقراء الطويلة. راحت تتأمل شعرها الناعم الحريري بحزن. ( أنت الآن ستنفصل عن جسدي شيئا أحبه، ستأخذ مني ما ستبكي روحي وقلبي على فراقه، لماذا يا سارق الأشياء الجميلة تفعل هذا؟. أنا لا أريد أن أفقد ضفيرتي، أنا أحب شعري جدا، بماذا سأتباهى، وأفتخر أمام صديقاتي؟. بماذا سأجيبه إذا سألني عن ضفيرتي …

أكمل القراءة »

الرقابة لسماح ادريس وقصة جنرال في مكتبة لايتالو كالفينو

لصحيفة آفاق حرة.     الرقابة لسماح ادريس وقصة جنرال في مكتبة لايتالو كالفينو   من اختيارات. محمد زعل السلوم   اخترت للراحل سماح ادريس البيروتي الأصيل ورئيس تحرير مجلة الآداب العظيمة مقالة (الرقابة) التي نشرها بافتتاحية الآداب نوفمبر ١٩٩٦ ليقول : (إضافة لقصة ايتالو كالفينو جنرال في مكتبة التي ذكرها بمقاله) خصصت مجلة Index on Censorship عددها الأخير ( …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!