رواق القصة القصيرة

رقعة / بقلم الأديبة فداء الحديدي

جلس على طاولة المراهنات , جيبه فارغ , نظر إلى مساعديه بنصف عين … في المحل الصغير , إختلقوا معركة عظمى , الابناء في الطابق العلوي ,ينتظرون قوت يومهم , صعد نحوهم المساعد الاكبر .. يطلب منهم رأب صدع المعركة الأكبر .

أكمل القراءة »

حمص العريان / بقلم : هاشم عبد العزيز

______________ لم أر في حياتي طفل هادئ الطبع طيب الخلق كهذا الطفل ، إنه جميل الهيئة،لا يخلو هندامه من وقار رغم تمزق ملابسه وتواضعها وكاد أن يبهت هذا الوقار صباح اليوم، عندما جاءت به أمه لتتركه عند عم أيوب كعادتها علي سبيل الأمانة ثم تذهب إلي عملها وتعود بعد الظهيرة تستلم أمانتها صاغ سليم كما كانت تكرر وتنبه وتشدد دائما …

أكمل القراءة »

ذاك الحلم المدعو”أختي” / بقلم/ نادية بوخلاط

    على إيقاع الموت ترقص احلامي المتناثرة و هي تخضب سجل حياتي بدموع الاسى والحزن ،كم غريبة هي الدنيا و في غربتي هنا ارتشف بقايا فناجين مرارة حزني وانكساري ،سألت القدر يوما لما حرمتني في أن يكون لي شقيقات تقاسمنني الهموم و تحملن أعباء المسؤولية عني ،لما كنت الوحيدة بين جدران الوحدة اتجرع هموم الاحزان. لم استصغ يوما كوني …

أكمل القراءة »

“الفاشلون” وقصص أخرى قصيرة جدّا بقلم: حسن ســــــالمي

  نظــــــــــــــــــــــــــــرة ما بين الضِّلع والضِّلع ضباب يتكثّف… لا شيء وراء الطّين إلّا ظلام سرمد. من عمق الظّلمة يولد صوت: “اكسر عنك الطّين”. أُشهر أغنية وقصيدة شعر، فيظلّ الطّين طينا ولا يتكسّر… ما بين الضِّلع والضِّلع ضباب ونقطة ضوء… وراء الطّين خيالات تتحرّك… “اكسر عنك الطّين تتحرّر”. يُقذف نور في صدري فيهوي عرش الطيّن.. ما بين الضِّلع والضِّلع شمس تتوهّج.. …

أكمل القراءة »

زهرَة الجَبل / بقلم : القاصة الأردنية فاتن أنور

    كانت الطّريق وعرة ، وأنا أمسك يد أمّي ..تجربة غريبَة وإصرار أمّي على رؤية قريبَتها العَجوز الضّريرة ، التي تسكن الجَبل وحيدَة…نسيمٌ بارد يتسلّل إلى رئتيّ لأوّل مرّة..لم تتوقّف أمّي عن سَرد تفاصيل الأعشاب في الطّريق الطّويل قالت بحسرَة ، لم تتزوّج وتنجب فكان قدرُها هذه الوحدة ، وأن تتحكّم بمصيرها امرأةٌ قاسيةُ القلب هي التي أفنَت عمرَها …

أكمل القراءة »

.عاشق الورد / بقلم : الأديبة عنان محروس

  ذات صباح مشرق .. أربعيني وسيم .. تأنق كعادته كل يوم .. لم يشرب قهوته التي هجرها منذ فترة ليست ببعيدة حفاظاً على صحة قلبهِ المتُعب ..  نفضَ عن قسمات وجهه ذلك الحزن الظاهر ليرتدي ابتسامة يروضها داخل أعصابه المُتقدة دوماً .. فيتحول حزنه إلى ألمٍ مخفي يغادر ملامحه لينتمي إلى نبضه .. لا يفضحه إلا بعض من زفرات …

أكمل القراءة »

اللى يصبر / بقلم : آمال الشريف

  اصحى ياسى محمود يوه  سى محمود   بقينا الضهر. محمود  صائحا بصوت أجش بتأثير النوم اطلعى بره سيبونى انام. ست الحاجة باعتانى أصحيك. ألمح أمى متجهة للمطبخ مرورا بالصالة التى أقف بها اتسمع مايدور من حديث بين زوجة عم محمد النجار والتى كانت تأتى يوميا لتساعد امى فى تنظيف البيت ولقضاء حوائجها من السوق.  كانت الوحيدة التى تستطيع إفاقة محمود …

أكمل القراءة »

خاتَمُ سُليمان /بقلم : طارق قديـس

هَذِهِ المَرَّةُ العاشرةُ التي يَبْدَأُ فيها بالكتابة ثم يُمَزِّقُ الوَرَقَة، المَرَّةُ العاشِرَةُ التي تَهْجُرُهُ فيها الكَلِماتُ، كما تُهْجُرُ المَرْأَةُ فِراشَ الزَوْجِيةِ،ويَعْجَزُ فيها عن إتمامِ كِتابِ الاستقالة. شَعَرَ  بِضيقٍ في التَنَفُّس. غادَرَ  غُرفَةَ نَوْمِهِ. حَمَلَ كوبَ الماءِ مَعَهُ وجَلَسَ في الشُرْفَةِ الداخِلِيَّةِ. أشْعَلَ سيجارةَ المارلبورو، وأسنَدَ رأسَهُ إلى يَدِهِ، وأخَذَ يُفَكِّر. “لا بُدَّ من إنهاءِ الكتابِ الليلة. لقدَ طَفَحَ الكَيْلُ !”، …

أكمل القراءة »

الثعالب/ بقلم : عبد العزيز دياب /مصر

      لم تكن الشقة لتربية الثعالب، ثلاث حجرات، وصالة، ومطبخ، وحمام، وشرفة لا تصلح لمهمة ثقيلة كهذه، إنما الجدران لتمرح عليها ثعالب في مروج وبرارٍ موحشة، مفعمة بتضاريس شرسة، داخل أطر مُذَهَّبَة ومُفَضَّضَة، يأتي بها الزوج المغرم بمكرها من معارض ومحلات أنتيكات، وإذا شحت من السوق يكلف رَسَّامين باستحضار نظرتها الغامضة. ازدحمت الشقة بالثعالب وبدأت المرأة معها عهدًا …

أكمل القراءة »

إستحالة / بقلم : يحيى أبوعرندس

    لا أدري كم من الوقت مضي وكم يوم مر علي وانا راقد وطريح الفراش بين الحياه والموت, واسمها لا يفارق لساني فقد أخبرني طبيبي المعالج بذلك بعد أن بدأت أفيق تدريجيًا ,حاولت أتذكر أي شيء وكيف أتي بي إلي هذه المستشفي ولكن خانتني الذاكره بعض الشئ فلم أعد أتذكر … -علي أيه حال صرحنا لك بالخروج وممارسةحياتك العادية …

أكمل القراءة »

الريف / بقلم : رشيد الغازي / المغرب

في مطعم الروبيو الشعبي، طلبت السردين المشوي، والبيصر بالزيت والفلفل الحار. أسندت رأسي إلى مسند الكرسي. أقظم أضافري وأنتظر غذائي. النادل يرصف الكراسي. يجمع ما شاط من الأكل ويلقي به في القمامة. طويل القامة، نحيف. بشرته سمراء داكنة. شعره سواه زينه وسرحه، مسد لحيته وقص شاربه، أنفه تملأه البقع السوداء. يعرج عرجا خفيفا. شابة في عقدها الثاني تدلف إلى المطعم، …

أكمل القراءة »

حدث ذات يوم من سنة 1936 / بقلم : محمد بنعمر 

      الطابور  يتقدم بسرعة أمام عريف جالس الى طاولة في ظل عربة عسكرية . فوق الطاولة سجلمفتوح  ومحبرة ، و ريشة في يده .  بجانبه رقيب .  وعلى بعد خطوات يقف جندي ذو بشرة داكنة يقومبدور المترجم .  انهم يكتتبون المتطوعين للتجنيد في الجيش .  يتفحص الرقيب بتمعن  أول الطابور منرأسه الى قدميه ، يهز رأسه موافقا و  يتقدم هذا الأخير خطوتين . يصرخ اسمه ، عمره ، واسم ابيهومدشره الذي يسجله العريف في السجل . يتجه نحو العربة و يأخذ مكانه في مؤخرتها  .  امتلأت العربةولَم يبق إلا متطوع في آخر الصف . يبدو طفلا بجسمه النحيف  وذقنه الأجرد ، ابتسم الرقيب ، ونصحهأن يرجع  الى أهله ، ربما  تكون أمه منشغلة في البحث عنه . أمر السائق أن يدير  المحرك ويختفي . بقي وحيدا ، يغمره اليأس . رأى رفاقه يبتعدون والعربة تجأر و تخلف زوبعة من الغبار وراءها . تجاهلالرقيب ، و تعقب  العربة بساقيه التي تشبه ساقي سلوقي ، لحق بها وبقفزة بهلوانية وجد نفسه داخل العربةوسط  رفاقه .     اندهش العريف  ، وبدأ يصيح ويحثه على النزول ولكن الرقيب ابتسم أيضا وأمره أن يتركه ويضيفه في الثكنة .   في الثكنة ،  رش جندي رؤوسهم بمسحوق مضاد للقمل ، وآخر اقتادهم الى مرشات الاستحمام  و ناوللكل واحد منهم قطعة صابون ومنشفة . بعد الاغتسال ، وجدوا جنديا حلاقا ينتظرهم بماكينة الحلاقة . بعدقَص شعرهم ، ألبسوهم  بذلات رمادية . بعدها اصطفوا أمام مصور ليأخذ لكل واحد صورة فوطوغرافيةليزودوهم  بهوية شخصية . أتى الرقيب و وجد جنودا غير  البدو الذي انتقاهم من ساحة السوق . ابتسمراضيا ودعاهم الى وجبة خفيفة في  قاعة الأكل .    أحس الجند الجدد  بارتياح و نشوة تجتازهم  معتقدين أنهم قد ودعوا أيامهم البئيسة و انشغالاتهم  عنمصدر لقمة العيش . فقد  ضمنوا  راتب كل آخر شهر . لم يعرفوا سبب  تجنيدهم و لا أحد أخبرهم عنالحرب التي اندلعت في الضفة الأخرى فيما بينهم ولا عن  إبحارهم المرتقب    والأرتماء في فم الذئب .     في الثكنة  أخذوا  يتعودون على حياتهم الجديدة والجماعية  . حياة متعبة و لكن يبدون  كأنهم فينزهة . يستيقظون في الصباح على صوت نفخ البوق الذي يفيق أيضا الديكة التي  تبدأ بدورها فيالصياح . في الخارج يطل النهار بخجل  من بعيد   . الضباب بارد مبلل بالندى . يصطفون أمام العريف ،ويبدؤون المشي في الهضاب المجاورة و كيس ثقيل فوق ظهورهم .  يتدربون على تحمل التعب .بالنسبة لهم المشي وهم يستنشقون نسيم الفجر أقل شقاء  من العمل تحت الشمس الحارقة    . يشعروندائما  أنهم في نزهة حتى وزعت عليهم البنادق  . اقتادوهم الى مكان خال من السكان وابتدأ درس فيذخر السلاح و صوب الهدف . بعده بدأت الرصاصات تصفر وتنفجر ، أجواء  تشبه  أجواء الحرب ولكن بدون عدو . هنا ادركوا أنهم ليسوا في نزهة وشيئ يشبه الجحيم في انتظارهم .          مرت أسابيع على هذا المنوال ،  التمرين على تحمل  التعب والمعاناة و التعود على استخدامالسلاح . عدم الثقة في سلوكهم المتمرد الذي يمتاز به المجندون  تلاشى ، تدجنوا . الانضباط كانتالقاعدة . بدؤوا يفهمون لغتهم واستغنوا عن  ترجمان . مرة في الأسبوع ، يوم السوق ، يتحررون .يلحقون أهلهم مع بعض البسيطات في الجيب  وصفيحة من الزيت و رطلين من السكر مهداة لكل مجند .الزيت والسكر كانتا عملة نادرة بعد مواسم عجاف . كثيرون ، اعتبروا التجنيد  شغل شريف  مادام لايؤذون بني جلدتهم خلافا عن ما وقع قبل عقد من الزمن  حين قاتلوا الذين جندوهم  . كانوا يتخيلون أنالأمر سيدوم على ما هو عليه . تجاهلوا شرارة الحرب التي اندلعت ما  وراء البحر  ولأجلها جندوا .   و ذات صباح ، أخبرهم الرقيب أن يستعدوا للإبحار فإن بابور بخاري في انتظارهم . هناك ينتظرونهمللدعم  للزحف  نحو الشمال . هناك من استغرب من الخبر  وسأل إن هم أيضا مستعمرين . هنا عرفواأن حربا اندلعت فيما بينهم من أجل السلطة . وسيقاتلون  لطرد الحمر أو ما يسمى بالجبهة الشعبية التيوصلت الى سدة الحكم عبر الانتخابات ، أي سيقاتلون الى جانب الأنقلابيين .    مرت شهور ولا أخبار عنهم  .  بدأ اليأس عند أهلهم  . غيابهم بدأ يتحسس في  تصرفاتهم   . النساءيشتكين الوحدة ولا من يُطفئ شبقهن  ، والآباء فقدوا سند لهم .   أصبحوا مثل مسنون ضاعت منهمعكازاتهم . حتى السكر المهدى لهم تغير ذوقه ، أصبح مرا . ادركوا  أن الحرب تشبه الجحيم  . لم يتوقفالأهل عن  الصلاة  و لا التذرع الى  الله كي  يرجعهم  أمنين   ، و منهم من يقدم ذبائح للأولياء .    النحيل الذي كان في آخر الطابور ، ترك فراغا لدى أهله . خاصة عند أمه . لم يغمض لها جفن .تصرفاتها تغيرت . مثل دجاجة أخذ منها فراخها . مرة تتوسل ومرة تحث ابنها البكر ليحصل عنمعلومات عن صغيرها  أو  أن يسافر   ليبحث عنه  حتى تحت صفير  ولولوة الرصاص .  هذا ما وقع، تدبرت  الأم مصاريف السفر ببيعها ما كان لديها ثمين ، بقرتها . البقرة  التي حصلت عليها بمشقة ، بعدما غزلتصوف الآخرين لمدة طويلة . ولا شيئ أثمن من * مازوزها * .حصل على  أوراق السفر بعد بعضالترتيبات و دس ثمن البقرة في جيبه و أبحر في البابور البخاري حيث يلعلع الرصاص .

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!