رواق القصة القصيرة

السجين / بقلم : إبراهيم الحكيمي / اليمن

في رأسه، تدافعت الأفكار، وثب قاسم من على فراشه كالملدوغ، أمام المرآة المُشقّقة، وقف يصفّف شعره، مسح عينيه بسبابتيه، وخرج يضرب بيديه السمينتين أبواب السكن: – صلاة.. صلاة. تتصاعد الحرارة بين صِدغيه كبركان في أسوأ حالاته، يقتحم الأبواب، يشعل الأضواء ويصرخ بغضب رجل هُتِك عِرضه: – أفيقوا يا فَسَقَة.. من غير جماعة، لا صلاة. وقفز بجثته الضخمة على أحدهم، ينزع …

أكمل القراءة »

الصّـــــرير / بقلم الروائي توفيق أحمد جاد

..   مشى ببطء وحذر..، ثم انتبه، وسأل نفسه عن سبب تباطئه  توقف لبرهة، ثم مشى بخطواتٍ أسرع دون أن يُجيب على سؤاله لنفسه، دار حول منزله محاولا تحديد جهة الصوت.رغم صفاء ليالي الصيف ونسائمها الباردة التي تأتي في مثل هذا الوقت.. إلاّ أنّ الظلمة الحالكة تفسد أي متعة.. بدا له وكأنه يلتفّ حول نفسه.. ربما تشابه الأمكنة.. وربما هي …

أكمل القراءة »

الوصـــــيّة/ بقلم توفيق أحمد جاد

  غضب جدّي.. جدّي الذي يسهر من أجلي اللّيالي.. وأسقاني من الحب و الودّ، ما لم يخطر ببالي، فهو يدلّلني ويربّيني وأنا وحيده من الأحفاد.. لا أخ، لا أخت ولا حتّى غوالي، فقد غابوا في أحلك الّليالي، بحادثتين على التّوالي. الأول، كان غرق أخي أحمد وأختي سالي، والثّاني كان سقوط أحد المباني.. لم ينج منهم أحد. غَضَبُ جدّي اليوم كان …

أكمل القراءة »

النور الأخير/ بقلم : ريمان هاني

جلست كعادتها كل صباح في الشرفة ذات الزرع الجميل ، المنسق بيديها ، المطلة على أشجار الصنوبر العالية بشموخ ، تنفست عطر الصباح بإبتسامة ودُعاءَ ، بعد أن ودعت زوجها وطفليها التوأم للمدرسة ، أعدت قهوتها في فنجانها. وقطعة من فطيرة الزعتر، وابتدأت صَباحها تراقب عصافيرها بحب ، وأمنيات كثيرة تزاحمت في رأسها ، قررت ارتشاف القهوة على عجل ، …

أكمل القراءة »

برقيات سريعة ( ومضات ) /بقلم إيمان أبو الراغب

(1) كيف لك ان تنقص من هيبة المفاجأة وأنت ترى قفزي على زجاج انتباهك..!! (2) يشتعل الحزن إعصاراً في انسياب الجسد فينصهر الوعي إيلاماً متقد.. حيث يلتقي الإدراك مع ظلم سياطهم وحقد مستبد.. (3) قالت: موعدي مع نبضك عمراً في ساعة أجاب وأنت في وقتي منذ الولادة (4) عابر مقيم .. استوقد الفزاعة لينام القطيع (5) في كل مرة أسلب …

أكمل القراءة »

عِطْرُ مَنْشَم / بقلم :د.عبد المجيد أحمد المحمود

 نُوديَ عليهِ للحساب… ـ ما فعلتَ بجوارِحِك؟ لم ينبسْ ببنتِ شفة. … لا لسانَ لهُ..لا عينَ..لا شفاهَ..لا أيدٍ و لا أرجل و لا… نظرَتِ الملائكةُ إليه و تأسَّتْ على حالِه. نادى الرَّبُّ: لعنةُ الله عليهِم! لم يتركوا لكَ شيئًا تُحاسبُ عليه! ما قلوبُهمُ التي تسبَّبَتْ لكَ بكلِّ هذا العذاب؟! اذهبْ و اتَّخذْ مسكنَكَ أنَّى شئتَ……………………………………….. منَ النَّار. 

أكمل القراءة »

المنظّفة / بقلم : إبراهيم الحكيمي / اليمن

 تلك المنظفة المزاجية غريبة الأطوار، تارة تتغنّج مع الموظفين وأخرى تزمجر كلبوة.. عديمة أخلاق! كان هذا انطباعي عن “رقية” المسؤولة عن تنظيف الطابق الخاص بإدارة الشركة التي التحقت بها مؤخرًا.. في الصباح، تتسلل بخفة كالنسيم من فرجة الباب النصف مفتوح، نصف انتباه الموظفين يكون على الملفات وشاشات الحاسوب، والنصف الآخر على الوجبات الخفيفة السريعة التي تشغل معداتهم مؤقتًا حتى وقت …

أكمل القراءة »

رسائل ” عاشق يحتضر “/ بقلم : عبد الرقيب طاهر / اليمن

الرسالة الثانية يا إلهي …… إلى من تكلُني ؟ إلى من وليت أمري ؟ فلم يعد لي غيرك يا رحيم ،، في السماء تتجلى عظمتك وفي الأرض ظاهرةٌ بسطتك كم أنت عظيم يا إلهي أنا عبدك الضعيف المقرُ بعظمتك و بجبروتك وبملكوتك و برحمتك وعفوك و عدلك …. أنا ذلك العبدُ الذي غرته الحياة الدنيا الفانية وأزله الشيطان وأغراهُ عفوك …

أكمل القراءة »

ستمطر ماء النار/ بقلم : ري برادبيري

  ترجمة محمد عبد الكريم يوسف مراجعة سوسن علي عبود   رنم صوت الساعة في غرفة المعيشة  : تك  توك ، الساعة السابعة . حان وقت الاستيقاظ .حان وقت الاستيقاظ. إنها الساعة السابعة . وكأنها خائفة من أن أحدا لن يستيقظ . كان المنزل في الصباح خاويا. رنمت الساعة بصوتها  ثم كررته وكررته في الخواء . السابعة وتسع دقائق . …

أكمل القراءة »

رسائل عاشق يحتضر ( الرسالة الأولى ) بقلم : عبد الرقيب طاهر / اليمن

أنا لستُ بخير ياسيدتي ،، أعتقد بأن الأمر لم يعد مهماً بالنسبة إليك ،، عشية البارحة أخبرني الطبيب بأن المرض أستشرى ببقايا جسدي المليء بالحزن والمرض .. يبدُ هذه المرة لم يعد من ثمةِ أمل للنجاة ….!! لم يعد الموت يُخيفني كثيراً ولم أكترث إن كان قاسياً أو رحيماً حين سيأتي ،، فقد علمتني هذه الحياة المملة بعدم الإكتراث مطلقاً …

أكمل القراءة »

برقيات سريعة ( قصص قصيرة جدا ) بقلم إيمان أبو الراغب

(1) على مرفأ الليل مفقودات كثيرة روائح كبرياء لثام مزق من نزق الخيال .. وثرثرة مشوهة من سجال (2) لا تسأل كيف ينمو زرعك في ابتسامتي فقط دعني أثمل من بعثرتي داخل حقل ودك (3) وأنت تزين صياغة الانجذاب فقدت ماس إعجابي (4) هذا الليل معلق بين جفن كلمة وتفاعل نظرتها (5) لن تنهار طالما تحافظ على مقعدك كمتفرج والجميع …

أكمل القراءة »

شجرة ميلاد المعرّيّ / بقلم : د . مهنا بلال الرشيد

( استفاق أبو العلاء من غفوته بعد ألف عام، أحسّ بالبرد ينخر عظامه في صبيحة ميلاد العام الجديد، لبسَ عباءته، ولفَّ على رأسه عمامته، وأراد أن يحتفل في هذا الميلاد بشجرة الزّيتون في الكَرْم كعادة المعرّيّين. دلف باب بيته الّذي صار مركزًا ثقافيًّا للتّصفيق وتشويه الحقائق؛ لكنّ الثّلج المتراكم على مدى ليل شتويّ طويل فوق الأرض جعل يتجمّع خلف الباب …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!