رواق القصة القصيرة

رواية / بقلم الروائي محمد فتحي المقداد

صدى قصائده يُجلجِلُ في مُخيّلتي. استغراقٌ عميقٌ يَستَجِرُّني عُنوة إلى منصّة تُبعِدُني عمّا حوْلي؛ فتتوارد الأفكار، كما تتدافع السَوَامُّ عند المغيب تِباعًا إلى غدير الماء. استطاع (أحمد شطناوي) إقناعي بشاعريّته، رغم بيانه واستفاضته شرحًا؛ لكنّه استعصى عليه إقناعي بالجهات عند دُوّار جامعة اليرموك في إربد. – “في الحقيقة يا صديقي فقدتُ بُوصلتي، اختلطت الجهاتُ عليّ؛ دُوَارٌ استحوذني؛ فالشمال غرب، والعكس …

أكمل القراءة »

اللوحة / بقلم : الروائي محمد فتحي المقداد

تركزت نظراته على حافّة الكأس، تمنّى أن تلامس شفتاه النُّقطة التي شربت منها. توقّف تفكيره عند لوحة الشّفاه الحمراء المُنطبعة على المكان الذي تمنّاه. كأنّها إشارة مرور تُلوّح بخطر التجاوز. توارد أفكار موحٍ: – “لا أدري ما الذي ذكّرني باليابان..!!؟ أوه..!! الله عليك يا بيكاسو.. نقطتك الحمراء في وسط الرّاية تُرفرف هناك على ضفّة العالم المُتحضّر رمز القوّة”. سرحتُ بعيدًا …

أكمل القراءة »

“شهوة القتل”وقصص أخرى قصيرة جدّا / بقلم: حسن سالمي

شرشمان* نطلبها في أعماق الصّحراء، حيث يبسط السّكون سلطانه. لحمها لذيذ شهيّ وقيل فيه شفاء للعلل. ولا يصيب أحدنا شبعته منها إلّا إذا اصطاد منها عشرا فما فوقها. تعشق الرّمل الطّريّ وتخزن نفسها فيه. تجري تحته كما تجري فوقه… ***** أصابته المسغبة منذ ثلاث، ولا رفيق له في العراء المذموم إلاّ إبل جفّ ضرعها. رأى بروزا تحت الرّمل فزغردت أمعاؤه …

أكمل القراءة »

من وحل الواقع/ بقلم : الأديبة غادة أبو الفيلات

من يعيرني عقاقير الطمأنينة! تجلس بالقرب من الشرفة يتملكها حزن شديد تؤرقها أكف الخوف والتعب ..لا تعلم ما الذي يحدث معها.. كانت فتاة جميلة مجتهدة ، وقبل أن تنهي المرحلة الجامعية ، تعرفت على شاب طموح وخلال فترة التدريب حصل بينهم استلطاف سرعان ما أصبح علاقة حب تكللت بالزواج. بعد الزواج لم تكن علاقتهما على ما يرام ، ولم يستطيعا …

أكمل القراءة »

اللحن القدسي / بقلم : الأديبة سحر القوافي

                  قصة تسامر الليل ..يرحل وتبقى تدق أبواب المدينة الجديدة ..تقف على الأرصفة وحيدة..ليل بلا قمر..تتذكر الشهيد ..تلج عوالمه الفريدة..يحمل إليها الود وسلالا من الورد وأحلام الطفولة والبطولة ..تنادي هذا اللحن المشكل بالدماء..هذا السحر المشع من روح الثرى الندي وتسأل بغربتها المفجعة سر رحيله العاجل وتماهيه في الوطن ..وتأبى عيونها الولهة أن …

أكمل القراءة »

الكفن المفقود / بقلم: محمد فتحي المقداد

منشقّ عن مجموعة مسلّحة يقودها اللصّ الكبير المسيطر على جميع الأعضاء، كلمته مسموعة بلا نقاش، التأفّف لا وجود له في قاموسهم اليوميّ، رغم كثرة أوامره لهم وطلباته. لا يُخامرهم أدنى شكّ في حكمته القياديّة، لا يُحابي و لا يُجامل أحدًا منهم. يسعى بكلّ قُدراته ومواهبه الفائقة التي لا تُجارى في سبيل المنفعة العامّة له و لأتباعه. ذات يوم غاضب توقّفت …

أكمل القراءة »

سأعترف \ بقلم : الروائي محمد فتحي المقداد

وأنا بكامل قِواي العقليّة دون ضغط أو إكراه؛ سأعترفُ بغبائي. الدّهشةُ تأكلُ ملامحَ الطّيبة والبراءة من وجهه. شعوري يُخبرني بما يجيشُ في صدره: – “مؤكّد أنّ فطين جُنّ جُنونه”. تيبّست شفتاه إطباقًا على صمت لسانه. عيونُه أرسلت لي: – “ما الأمر يا صديقي، ومنذ وَعيتُ عليكَ في سنوات صِغرنا عرفتُك نبيهًا فطينًا، ما الذي دَهاك؟”. بصوتٍ مسموعٍ لجوارنا على الطّاولات …

أكمل القراءة »

قصص قصيرة جدا / بقلم : حسن برطال/المغرب

فــض الاعتصام حققت الثورة أهدافها،تنحى الرئيس،تزوجها ثم غادرا ميدان التحرير.. في البيت اعتصمتْ،واصلتْ مسيرتها النضالية إلى أن تنحى الزوج عن سلطته ونالتْ حريتها في يوم دون أن تدري أنها الذكرى الأولى لزواجها../  الـكـــنـــــــز  االعشرات،المئات،الآلاف بل المليونيات.. عام الحساب اقتحمه علي بابا،عد وأحصى فوجده(ثروة)هائلة وليس(ثورة)../ الـضـغـط المـرتـفـع الشعب يصرخ في جماعات،الطفل يرى(المروحيات) في السماء فتذكر(مروحة)البيت ودورها فعاد مسرعا وقال لأمه : …

أكمل القراءة »

الرقص على خريف الزمن/بقلم : إيناس ثابت – اليمن

كل شيء..كما تركناه  كم مضى من عمر الزَّمن؟ ساعة، ساعتان، ثلاث ساعات، أو ربما أكثر!؟ أخيرا غادرتُ فراشي واهنة القوى فاترة الحواس أمشيبعجز شديد. نزلت إلى الطابق السفلي، كل شيء كما تركناه، الأطباق المبعثرة على المائدة، الملاعق، السكاكين، الأكواب، الشمعدان المطفأ، ومحارم الورق مزينة الحواشي.   مشيت عبر الممر الضيق إلى فناء المنزل. كان أديم السماء صافيا والجو هادئا مريبا، والأرض في سكون عميق.. إلا من صوت غراب ينعق في الجوار، فينهش قلبي ويثير في كياني …

أكمل القراءة »

لم يُكمل / بقلم الروائي : محمد فتحي المقداد

أصغي إليه بكامل جوارحي المُتفطّرة ألمًا وحُزنًا: “قبل سنتين سمعنا آخر أخبار البلد عند قدوم آخر سجين جيء به إلى مهجعنا”. لا يفصلُ بينا إلا عرض الطّاولة، وكأنّه حيِل بيني وبينه بجبال من الضباب، أو بمسافات تصل حدود تدمر. تابَع: “ظِلّ حارس الشرّاقة اختفى، غبارٌ هبط علينا منها، صفير الرّياح الهائجة كسر رتابة صمت المكان. عيوننا تعلّقت بفتحة الشرّاقة ظنننّا …

أكمل القراءة »

خدعة السراب/ بقلم : زهرة النّابلي تابت – تونس

على رمال متحرّكة تسيل خدعة السراب… اجرّ خطاي وظلّ مشغوف بالرحيل فقعات التنهدات تسبقني تسقط كأوراق ايلول في خبث الوحل … قلبي المشكات لا أملك غيره وقلم يلاحقان نوء الدجى وجدائل خيال عكس عقارب الزمن… ألملم ش الاحلام لأحمل على كتفي غيمات غجريّة لم تروضهاىالريح وآخر مدينة للسلام… في سرّ الوجوه ملامح نائيه أوهام تضجّ في صدى نظرات باهتة وصمت …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!