رواق القصة القصيرة

الربان /بقلم :د ميسون حنا

 يتمايل القارب على سطح الماء، اعتاد الربان أن يصطحب حبيبته في جولة على متنه كل يوم، كانت سعيدة بهذه الرحلة المسائية الهادئة، وكان يسعد لسعادتها. أما هي فكانت تشعر براحة واطمئنان خصوصا أنه يفهم لغة البحر، ويراوغه، ويقود القارب إلى شاطيء الأمان بحنكة ودراية. اليوم فاجأتهما سمكة قرش شرسة، وهمت أن تبتلع الربان الذي نظر إليها باستعطاف وقد أذهلته المفاجأة …

أكمل القراءة »

نهاية وردة / بقلم :هـانيــة خانكان ( سوريا )

اعتادَتْ أن تزورَ مكتبتي شابّةٌ لم تتجاوز الرابعة والعشرين من عمرها، تقفُ دوماً عند قسم الكتب الأدبيّة وتطيلُ المكوث هناك وتنتقي كتاباً بعد أن تتفحّصه جيداً ثم تنتقل بهدوءٍ إلى قسم الكتب الفنيّة وتكتب لي على ورقة أسماء بعض الكتب الأوروبيّة التي تلزمها لعملها. حاولتُ مراراً أن أحرِف اهتمامها إلى الكتب التاريخية وبعض كتب العلوم والتكنولوجيا، إلا أنها كانت تأخذُ …

أكمل القراءة »

يد الأم / بقلم : أنور الخالد

تعيش أيامها الأخيرة،  بعدما ألم  بها السقم  من مرض عضال فتك بدمها.  اختلت على إثره نظام حياتها.  وحسم الموت أمرها وأنقطع أجلها وفني أملها.  تتقاطر دموع معلقة في عينيها،  يصحبها تنهدات متتالية وحسرات ملؤها العبرات.    ترمق  أطفالها يقفزون حولها كأفراخ حمام.  لا يعرفون مدى مصابهم وكم دنت ساعة اليتم والقهر من أمامهم.  تمسك بيد زوجها تنظر له نظرة مودع وتبذل …

أكمل القراءة »

استثمار / بقلم : محمد عكفي

يراقب حسين عقارب ساعته اليدوية التي يراها تشبه نبضات سبعيني أصيب بجلطة قلبيه. فبعد أن هيأ ملابسه الخاصة بالتخرج من الجامعة، استلقى على فراش نومه الذي شعر أن نعومته تحولت  إلى إبر وخزها أجبره على التململ والتحول إلى الجنب الأيمن والأيسر وهو ينتظر الصباح. يحرك وسادته كلما ضجت الأسئلة بعقله الباطني. ماهي الدرجة التي سأحصل عليها؟ متى سأغادر  إلى وطني؟ …

أكمل القراءة »

حقيبة سفر / بقلم :خلود انيس ابراهيم ( سوريا )

ساعاتٌ طويلة مرّت من دون أن تتمكّن من ترتيب حقيبة سفرها … كانت تعتقد أنها مهمة سهلة ،أو إن لم تكن سهلة فأقل ما يُقال عنها ليست معقّدة ، لكنها اكتشفت أنها مهمة من الصعوبة بمكان بحيث  انها تحتاج من يساعدها ، أو من يرتبها عنها . عندما كانت تفرغ خزانتها من ثيابها كانت تلك هي لحظة حيرتها الأولى . …

أكمل القراءة »

المغناج  بقلم: يـــوسف بـــولجراف ( المملكة المغربية )

أدبيات التحليل النفسي مرتبطة أساسا بالسرية المهنية و إحترام أخلاقيات المهنة ، علم النفس التحليلي هو من أهم العلوم الحديتة و التي احدتت ثورة في فهم الإنسان لنفسه و في علاقته بمحيطه و في محاولة تطوير الذات و تفاعلها إيجابيا مع كل مكونات الحياة، بدأ التحيل النفسي كمهنة من خلال دراسات البروفسور سيجموند فرود في فهم خبايا النفس البشرية و …

أكمل القراءة »

الصياد الأحمق / بقلم : أنور الخالد

نسيم عليل ينبعث من الغابة ذات صباح مشرق ولطيف في عطلة نهاية الأسبوع.  جماعة من الشباب تربطهم زمالة بالعمل قرروا الصيد في غابة. سمعوا أنها مأوى للأرانب والغزلان. كان دليلهم سالم، شاب  مشهور بالصيد، يعيش حياته ساخرا متهكما لطيف المعشر حلو الحديث على علم بالصيد وطرق الجبال والأودية،  استأنس به رفاقه،  واطمأنت نفوسهم له.  كان يروي لهم أحداث رحلات الصيد …

أكمل القراءة »

الجاثوم (بوغطاط ) !/بقلم : يوسف بولجراف( المغرب)

في كل ليلة يخلد فيها للنوم ، يقوم فزعا ويتصبب عرقا، كان يشعر بشيء  ينزل عل صدره ويغمه حد الاختناق، فيظل يصرخ ويستنجد دون أن يسمعه أحد، جسده مكبل تماما وعاجز عن الحركة،  أصبحت  حياته عذابا  وصار حلمه أن ينعم بغفوة .غفوة فقط  يشعر فيها بقليل من الراحة ، يعيد توازن عقله بجسده ، لا الاطباء ولا المعالجين الروحيين استطاعوا …

أكمل القراءة »

الشعور بالموت / بقلم :أنور الخالد

ينساب ضوء القمر الضبابي من بين شقى الستارة في  ليلة  هادئة  وسط السكون  انتفضت مذعورا ، فقد تراءى لي خيال زوجتي منتصبا امامي. كأنها شبح تحمل بيدها سكين المطبخ الكبير.  حاولت أن انهض وجدت نفسي مقيدا بالسرير  بحبال سميكة وكل طرف من اطرافي مربرط بإحكام بإحدى زواياه. احاول الصراخ فلا يخرج  صوتي من حنجرتي اشهق بحشرجات تخرج من صدر مرتج، …

أكمل القراءة »

الحب / بقلم : هدى الشماشي ( المغرب )

استيقظت السيدة ع من نومها متثاقلة وغسلت وجهها بماء بارد. إن الكلمة صحيحة تماما، فهو ماء من الثلاجة. وضعت الزيت في المقلاة ثم حضرت لنفسها بيضتين، وبعض القهوة. كان ذهنها شاردا قليلا، قال لها ابنها البارحة: أحلم أنني أموت. إن الأحلام لا تنقص أحدا. وضعت قطعة سكر وحيدة في كوبها، فهي مريضة بالسكري، وعدا ذلك فهم يمنعون عنها السكر تماما. …

أكمل القراءة »

“أفعى الظِّلّ”وقصص أخرى قصيرة جدّا.   بقلم: حسن سالمي

تجّار الأوجاع      توقّف انهمار الثّلج بعد أسبوع كامل من هطوله. وبالكاد نفذت أشعّة الشّمس الفاترة تمزّق ركام الغمام.. ومن كوخ حقير معزول خرجت امرأة إلى الغابة لا أنيس لها إلّا حمار أعرج …  “أيّها الكاتب قف.” “كفاكم متاجرة بأوجاع الضّعفاء.” “ثقوا بي، ما أنا إلّا مرآة”    أفعى الظّل     أحاطته بنظرات تقطر شبقا، فأطلقت عيناه نحوها كلاب صيد جائعة… إثر آهتها …

أكمل القراءة »

جمرُ الضلوع. قصة قصيرة. الأديب السوري نجيب كيَّالي

لصحيفة آفاق حرة : _______________ جمرُ الضلوع قصة قصيرة نجيب كيَّالي يقولون: (أرضُ الله واسعة)، لكنَّ رامز له رأيٌ آخر. وقفُ تحت السماء ذاتَ نهار بجراح روحه النازفة، بجمر ضلوعه الذي يُحرقُ سبعةَ أكوان! رفع ذراعيه، خاطب المولى: – اللهم لا أسألك خلاصاً، فقد طلبتُ ذلك منذ سنوات، لكنك- يا سيدَ العطاء- لم تستجب! أسألك الآن أن تجعلني عصفوراً.. نعم …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!